مع الانفجار الثاني للبيجر.. محطات في تاريخ صراع حزب الله وإسرائيل
سلسلة من الانفجارات المتتالية طالت بيروت خلال اليومين الماضيين، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف عناصر حزب الله اللبناني منذ بدء حرب السابع من أكتوبر بين إسرائيل وحماس داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ يساند الحزب حركة المقاومة الفلسطينية.
وحدثت تلك الانفجارات في أجهزة البيجر اللاسلكية التي يحملها أعضاء حزب الله اللبناني، وتعتبر ضمن سلسلة الهجمات التي تشنها إسرائيل ضد الحزب لمساندته معركة طوفان الأقصى، وسط صراع ممتد بين الطرفين على مدار التاريخ، سببه الأول هو مناصرة القضية الفلسطينية.
تفجيرات البيجر
وأول أمس، هزت انفجارات متتالية ومتزامنة لأجهزة اتصالات لاسلكية محمولة "بيجر"، يستخدمها عناصر من حزب الله عدة مناطق في لبنان مخلفة نحو 3000 مصاب و9 قتلى، إذ تزن المواد المتفجرة التي دست في تلك الأجهزة حوالي أونصة إلى اثنتين.
والأمس أيضًا، وقعت انفجارات جديدة عبر أجهزة اتصالات لاسلكية من نوع "آيكوم في 82" في عدد من المناطق اللبنانية، وأعلن الاحتلال مقتل 4 عسكريين بينهم ضابط، بينما الصحة اللبنانية أعلنت وقوع 9 شهداء و300 مصاب بتلك التفجيرات.
ويعد هذا الاختراق التطور الأبرز ضمن مجمل خطوات التصعيد التي شهدتها الساحة اللبنانية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر قبل عام تقريبًا، إذ بين حزب الله أن مئات المقاتلين لديهم مثل هذه الأجهزة، وتكهن بأن البرامج الضارة ربما تسببت في تسخين البطاريات وانفجارها.
ولكن لم يكن مساندة حزب الله لحركة حماس في معركة طوفان الأقصى الحالية هي السبب الأول في الصارع بينه وبين إسرائيل، ولكنه صراع طويل له محطات وتاريخ.
تاريخ الصراع بين حزب الله وإسرائيل
كانت بداية ذلك الصراع خلال العام 1982 حين شنت إسرائيل غزو على لبنان؛ كرد فعل على الهجمات التي شنتها ضدها منظمة التحرير الفلسطينية من جنوب لبنان، واشتعلت من هنا حرب أهلية استطاعت خلالها إسرائيل احتلال منطقة الجنوب اللبنانية حتى بيروت من الغرب.
وتكررت الهجمات والانفجار بينهم خلال السنوات التالية، بسبب الوجود العسكري الإسرائيلي في لبنان وذلك خلال الفترة من 1982 و1986، وتبادل الطرفان تلك الهجمات العسكرية التي أودت إلى سقوط ضحايا.
وتلاها في العام 1983، قصف حزب الله عدة مباني تعتبر ثكنات عسكرية في العاصمة بيروت، مما أدى إلى مقتل 300 جندي فرنسي من ضمن قوات حفظ السلام، ووقتها أعلنت إحدى الحركات التابعة لحزب الله مسؤوليتها عنه.
وخلال الأعوام التالية زاد نفوذ قوات حزب الله اللبناني، حتى انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الجنوب وأسمت المنطقة منطقة أمنية وأصبحت منطقة حدودية بين لبنان وإسرائيل.
فترة الألفينات
واستمر الصراع والانفجار في فترة الألفينات فخلال العام 2006، شن حزب الله هجمات على إسرائيل قتل فيها ثلاثة جنود، وطالب بالإفراح عن الأسرى اللبنانيين، وظلت الهجمات والانفجار بينهم خلال تلك الفترة.
واستمر حزب الله في الدعم لإيران والقضية الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، بينما قصفت قوات الاحتلال مجمع يتبع الأمم المتحدة كان يضم 800 مدني نازح قتل منهم 106، و37 طفلًا وإصابة 116 آخرين، وعدد من جنود قوات حفظ السلام.
معركة طوفان الأقصى
واشتد الصراع بينهم، خلال معركة طوفان الأقصى، ففي أكتوبر 2023، أطلق حزب الله حملة صاروخية على إسرائيل دعمًا لغزة، التي كانت تتعرض للقصف الإسرائيلي في أعقاب هجوم مفاجئ قادته حماس على إسرائيل وأسفر عن مقتل 1139 شخصًا وأسر نحو 250 آخرين وردت إسرائيل بإطلاق النار.