رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أهم ما وصل إلينا من حكم وأمثال المصريين القدماء

جريدة الدستور

اشتهر المصريون القدماء بالحكم التي يتداولوها فيما بينهم ما بين الإرشاد والنصح والتوعية ومعرفة الواجبات ولإرساء صفات مثل الصداقة واحترام كبار السن، إضافة إلى التعاليم والنصائح الزوجية والأسرية.

ونستعرض في التقرير التالي أهم ما وصل إلينا من حكم وأمثال المصريين القدماء، وفقًا لموسوعة مصر القديمة، للعالم الأثري سليم حسن.

أهم ما وصل إلينا من الحكم والأمثال من المصريين القدماء

يعد أهم ما وصل إلينا من هذا اللون من الأدب ثماني وثائق، وهى حسب ترتيبها التاريخي: حِكَم وأمثال الوزير بتاح حتب، وتعاليم "كاجمني" وهما من الدولة القديمة.

وأيضًا تعاليم "مربكارع" من العهد الإقطاعي، ووصايا أمنمحات لابنه "سنوسرت"، وتعاليم "سحتب أب -رع"، وتعاليم "خيتي" من الدولة الوسطى، وتعاليم "آني" وتعاليم "أمنموبي" من الدولة الحديثة.

هل وصلت إلينا هذه الحكم والأمثال سليمة أم تم تحويرها؟

يشير العالم الأثري سليم حسن، في موسوعته، إلى أن بعض هذه التعاليم، وإن كانت تُنسَب إلى الدولة القديمة، إلا أنها لم تصل إلينا من نُسَخ أصلية من هذه الدولة، بل وصلت إلينا من نُسَخ يرجع عهد أقدمها للدولة الوسطى ولذلك نجد أن هناك فروقًا في الأساليب وفي المتن بين النُّسَخ القديمة وبين نُسَخ عصر الدولة الحديثة، وذلك لأن الكتَّاب كانوا يحورونها أحيانًا تحويرًا كبيرًا حسبما يتفق مع ذوق العصر ولغته.

يرصد سليم حسن، التغيير الذي طرأ في بعض التعاليم القديم، قائلًا: قد نرى أحيانًا أن بعض الجمل كانت تُشرَح لغموضها على التلاميذ، كما سنشاهد ذلك في بعض المتون حتى في الدولة الحديثة، يُضَاف إلى ذلك أن معظم هذه النُّسَخ التي ترجع إلى عهد الرعامسة كانت محشوة بأخطاء التلاميذ الذين كانوا يُكلفون نقلها، ومما يُؤسَف له أنها هي التي وصلت إلى أيدينا؛ فإذا اتفق أنه وصلت إلينا نسخة واحدة من هذا النوع كان من الصعب بل من المستحيل فهمها، ولكن لحسن الحظ قد وقع في أيدينا أكثر من نسخة لبعض هذه التعاليم، ولا تزال الكشوف تُخرِج لنا من آن لآخر نُسَخًا أخرى من هذه المؤلَّفات القيِّمة.

أين كتب المصريين القدماء التعاليم والحكم والأمثال؟

كتب المصريين القدماء هذه التعاليم، لكثرة استعمالها وشيوعها، في مصر القديمة، على قِطَع من الخزف وشظيات من الحجر الجيري الملساء، والسبب في ذلك طبعًا غلاء ورق البردي، وعدم كفايته لعدد جم من التلاميذ، ومعظم هذا الخزف يرجع إلى عهد الرعامسة، وقد تم اكتشاف الكثير من القطع الأثرية منه حديثًا ومكتوبة وعليها فقرات عدة من هذه الحكم والتعاليم.

أشهر الحكم والأمثال عند المصريين القدماء

كان يعلم الوزير بتاح حتب ابنه بألايسيء استعمال الحكمة بل عليه أن يكون متواضعًا قائلًا:

"لا تكونن متكبرًا بسبب معرفتك، ولا تكونن منتفخ الأوداج لأنك رجل عالم، فشاوِر الجاهل والعاقل؛ لأن نهاية العلم لا يمكن الوصول إليها، وليس هناك عالم مسيطر على فنه تمامًا، وإن الكلام الحَسَن أكثر اختفاءً من الحجر الأخضر الكريم، ومع ذلك فإنه يوجد مع الإماء اللائي يعملن في إدارة أحجار (الطواحين)".

ومن تعاليم الوزير "كاجمني" عن حض الإنسان على عدم الفخر:

"لا تكونن فخورًا بقوتك بين مَن هم في سنك، واحذر من أي فرد يغالبك؛ لأن الإنسان لا يعرف ماذا يكون حظه، وما يفعله الله عندما ينزل العقاب".

التعاليم التي ألقيت للملك "مريكارع" من أحد ملوك الأسرة العاشرة لم يُعلن عن اسمه بعد:

"كُنْ صانعًا للكلام لتكون قوي البأس؛ لأن قوة الإنسان هي اللسان، والكلام أعظم خطرًا من كل حرب، وهذا القول أشبه بقولنا (القلم أشدُّ بأسًا من السيف)".