رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بعيد اسم مريم المجيد

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية الكاثوليكية في مصر بحلول عيد اسم مريم المجيد، ودعا البابا إنوسنت الحادي عشر الاحتفال بعيد اسم مريم العذراء المقدسة الذي بدأ الاحتفال به في اسبانيا منذ عام 1513، ثم امتد إلى الكنيسة الجامعة، وأزيل هذا العيد من الكنيسة خلال المجمع الفاتيكاني الثاني، ضمن بعض التجديدات الطقسية. لكن البابا يوحنا بولس الثاني أعاده الى رزنامة الأعياد عام 2002.

وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: 

هناك مقاطع عديدة من تعليم الرّب يسوع المسيح تظهر بطريقة دائمًا جديدة، المحبّة والرحمة. ويكفي أن نضع نصب أعيننا الرَّاعي الصالح الذي يذهب باحثًا عن الخروف الضال، أو المرأة التي تكنس البيت بحثًا عن الدرهم المفقود. ولوقا الإنجيلي هو مَن عالج على الأخصّ هذه المواضيع من تعليم الرّب يسوع المسيح ولهذا سميّ بحق: "إنجيل الرحمة".

أنّ الرّب يسوع المسيح، عندما كشف عن محبّة الله التي هي الرحمة، طلب من الناس، في الوقت عينه، أن ينقادوا في حياتهم لما تلهمهم إليه هاتان المحبّة والرحمة. وهذا المطلب هو ممّا يميّز الرسالة المسيحيّة ويشكّل جوهر الآداب والأخلاق الإنجيليّة. وقد أعلن الرّب ذلك، سواء أكان في الوصيّة التي وصفها بأنّها "هي الوَصِيَّةُ الكُبرى والأُولى" أم في صيغة بركة، عندما ألقى عظته على الجبل حيث قال: "طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرْحَمون".

وهكذا، فإنّ للرسالة المسيحانيّة في الرحمة طبيعة خاصّة إلهيّة وإنسانيّة. والرّب يسوع المسيح، بوصفه كمال النبؤات، أحضر الآب وكشف في الوقت عينه كشفًا أوفى، عن هذا الآب الذي هو إله "غنيّ بالمراحم" عندما جسّد المحبّة التي تتناول، أكثر ما تتناول، المعذّبين والتاعسين والخطأة. وبكون الرّب يسوع المسيح مثالٌ للناس في المحبّة والرحمة تجاه الآخرين، فقد جاهر بأعماله أكثر منه بأقواله، بالدعوة إلى الرحمة التي تعدّ جزءًا لا يتجزّأ من مقوّمات "الآداب والأخلاق الإنجيليّة". وليس المهمّ إتمام وصيّة أو استجابة مطلب له صفة أدبيّة أخلاقيّة وحسب، بل العمل بما تقتضيه حالة لها أهميّة كبرى يستطيع الله معها أن يكشف عن ذاته رحمة الناس: "الرحماء... يرحمون".