رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البيزنطية تحتفل بذكرى العذارى الشهيدات مينوذورة ومتروذورة ونمفوذورة

جريدة الدستور

 تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى العذارى الشهيدات مينوذورة ومتروذورة ونمفوذورة اللواتي كنّ اخوات. وقد استشهدن في سبيل الايمان في بثينية في عهد غاليروس مكسينس، حول سنة 303-311.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية كتبها القدّيس أفرام السّريانيّ، تحت شعار “نشيد عن الثالوث”، جاء بها: إله واحد وربّ واحد في ثلاثة أقانيم ووحدة الطبيعة

اخترْ الشمس رمزًا للآب، النُّور للابن، والحرارة للرُّوح القدس.

بالرغم من أنّه كائن واحد، فإنّنا نرى فيه الثالوث. مَن يمكنه أن يُدرِك غير المُدرَك؟

هذا الواحد هو متنوّع: واحد من ثلاثة، وثلاثة يؤلّفون واحدًا؛ سرّ عظيم وعجبٌ بيّن!

الشمس متميّزة عن شعاعها، بالرغم من أنّها متّحدة معه، فالشعاع هو أيضًا الشمس.

ما من أحد يتكلّم عن شمسين، حتّى لو كان الشعاع في هذه الدنيا هو أيضًا الشمس.

هكذا أيضًا لا نقول أنّ هناك إلهين، إلهٌ هو ربّنا حقًّا، فوق المخلوقات كلّها هو أيضًا.

من يمكنه أن يُظهر كيف وأين يكمن اتّحاد الشعاع بالشمس، وكذا الحال بالنسبة إلى الحرارة؟

فهما ليسا بمنفصلين ولا مندمجين، إنّهما متّحدان وإنْ متميّزان، حُرَّان، ولكن مترابطان، يا للعجب!

هل يمكن لمَن يتفحّصهما أن يضع اليد عليهما؟ والحال، أليسا في الظاهر بسيطان، وسهلان؟...

في حين أن الشمس ترتكز في الأعالي، فضياؤها وحرّها هما لأهل هذه الدنيا رمز واضح.

بالفعل، لقد نزل الشعاع إلى الأرض، وسكن في عيوننا، كما وكأنّه لبس لحمنا.

عندما تُغلَق الأعين وقت النوم، كالأموات، فهو يتركها، وفيما بعد فهي ستنفتح.

كيف يدخل النور إلى العين؟ ما من أحد يعلم، هكذا دخل الرّب رحم العذراء...

لقد لبس مخلّصنا الجسد مع أوهانه كلّها، ليأتي ويخلّص العالم.

عندما يعود الشعاع إلى ينبوعه، وهو أصلاً لم ينفصل عن ذاك الّذي وَلَدَه،

عندها يترك حرارته لمن هم في الدنيا، تمامًا كما أرسل الرّب الرُّوح القدس للرسل.

أنظر إلى هذه الصور في العالم المنظور، ولا تتشكّك في أمر الثلاثة، لأنّك عندها ستهلك.

ما كان مظلمًا، جعلته لك واضحًا، كيف إنّ الثلاثة هم واحد، أنّهم ثالوث في وحدة الجوهر.