الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى رحيل القدّيس الشهيد سفريانوس
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيس الشهيد سفريانوس الذي استشهد، على ما يعتقد، في سبسطية من أعمال أرمينيا، في عهد الطاغية ليكينيوس، حول سنة 312-323، بالاضافة الى تذكار القدّيسَين الصدّيقَين جدَّي المسيح يواكيم وحنّة وجريًا على العادة المألوفة.
وتحتفل الكنيسة البيزنطية غداة عيد مولد العذراء، بعيد من كان لهما في هذا المولد الدور الاوّل، اعني بهما والدي مريم العذراء جدّي المسيح يواكيم وحنّة.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها:
"طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرْحَمون" . إنّ كلمة "الرحمة" يا إخوتي هي كلمة عذبة. وإذا كانت الكلمة بهذه العذوبة، كم بالحريّ يكون فعل الرحمة في حدّ ذاته؟... بما أننّا جميعًا نُريد الرحمة، علينا أن نتّخذها حاميةً لنا في هذا العالم لكي تُحرّرنا في الحياة الأخرى. فهناك رحمة سننالها في السماء، من خلال قيامنا بأعمال الرحمة على الأرض. ألم يقلْ الكتاب المقدّس: "يا رَبُّ في السَّماءَ رَحمَتُكَ " .
هناك إذًا رحمة على الأرض ورحمة في السماء، أي أنّ واحدة بشريّة وأخرى إلهيّة. فما هي الرحمة البشريّة؟ هي أنْ تنظُر إلى شقاء الفقراء. وما هي الرحمة الإلهيّة؟ هي بلا أدنى شكّ تلك التي تمنح مغفرة الخطايا. كلّ ما تُعطيه الرحمة البشريّة على درب هذه الحياة تردّه لنا الرحمة الإلهيّة في الوطن السماوي. لأنّ الله هو الذي يعاني في هذا العالم من البرد والجوع في شخص سائر الفقراء، وفق ما قاله بنفسه: "كُلَّما صَنعتُم شَيئًا مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه" . نعم، إنّ الله الذي يريد أنْ يُعطي بسخاء من أعلى السموات يريد أن يأخذ على الأرض.