الكنيسة المارونية تحتفل بعيد ميلاد العذراء
تحتفل الكنيسة المارونية بعيد ميلاد العذراء، التي تحتلّ بحقّ المرتبة الأولى بين الأبرار، هي التي ولدَتْ البارّ الأوّل بينهم جميعًا. فيسوع المسيح هو في الواقع "بكر لإخوة كثيرين" ... لذا، نجد في الكتابات المقدّسة الموحى بها من الله أنّ كلّ ما قيلَ عمومًا عن هذه العذراء الأمّ التي هي الكنيسة، ينطبق بشكل خاصّ على مريم العذراء؛ وكلّ ما قيلَ خصوصًا عن العذراء الأمّ التي هي مريم، يُفهَم بشكل عامّ عن الكنيسة العذراء الأمّ. حين يتحدّث نصّ عن الواحدة أو عن الأخرى، يمكن تطبيقه على الواحدة أو على الأخرى بدون أيّ تمييز تقريبًا.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: وكلّ نفس مؤمنة هي أيضًا على طريقتها عروس الكلمة، وأمّ الرّب يسوع المسيح، وابنته وأخته، وهي في الوقت عينه عذراء وخصبة. كما أنّ حكمة الله، كلمة الآب، تعبّر في الوقت عينه عن الكنيسة بالمعنى الشامل، وعن العذراء مريم بالمعنى المميّز، وعن كلّ نفس مؤمنة بشكل خاصّ... قالَ الكتاب المقدّس: "تأصَّلتُ في نصيب ميراث الربّ". وميراث الربّ بالمعنى الشامل هو الكنيسة، وبالمعنى المميّز هو مريم العذراء، كما هو نفس كلّ مؤمن بشكل خاص. لقد بقَي الرّب يسوع المسيح تسعة أشهر في أحشاء مريم العذراء، وسيبقى في قلب الكنيسة إلى انتهاء العالم، وفي معرفة ومحبّة نفس كلّ مؤمن إلى أبد الآبدين.
كان على بني إسرائيل أن يتعلّموا أيضًا أن ذاك الثعبان الذي قاد آدم إلى الموت، قادهم أيضًا نحو الهلاك. لذا، علّق موسى الثعبان على الخشبة حتى يعود بهم بهذا التشبيه إلى ذكرى الشجرة. وهؤلاء الذين أداروا نظرهم إليه خَلصوا، لا بفضل الثعبان، إنّما بفضل توبتهم. كانوا ينظرون إلى الثعبان ويتذكّرون خطيئتهم. شعروا بالندم لأنّهم لُسعوا، ومرّة أخرى خلصوا. توبتهم حوّلت الصحراء إلى مسكنٍ للربّ، وأصبح الشعب الخاطئ بواسطة التوبة جماعة كنسيّة، وبالرغم من الثعبان، عبدوا الصليب.