الكنيسة اللاتينية تحتفل بحلول الثلاثاء الثالث والعشرين من زمن السنة
تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الثلاثاء الثالث والعشرين من زمن السنة، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: عندما قال الرسول بولس: "لِتُرفَعْ طَلِباتُكم إِلى اللهِ بِالصَّلاةِ والدُّعاءِ مع الشُّكْرِ"، هذا لا يعني أن نُعلِم الله بطلباتنا، لأنّه يعلم بها قبل وجودها، ولكن هذا يعني أنّه من خلال الصبر والمثابرة أمام الله نعرف ما إذا كانت صلواتنا جيّدة، وليس عن طريق الثرثرة أمام الناس... وهذا لا يعني أنّه من الممنوع أو من غير المجدي أن نصلّي لوقت طويل، قدر المستطاع، بل يعني أنّه على صلاتنا ألاّ تمنعنا عن القيام بالانشغالات المفيدة والضروريّة، وأنّه علينا أيضًا، خلال قيامنا بتلك الأعمال، أن نصلّي دائمًا من خلال التوق والرغبة، كما ذكرت.
فإذا ما صلّينا طويلاً، لا يكون الأمر كما يعتقد البعض تكرارًا للكلام. فالفرق كبير بين أن نتحدّث مطوّلاً وأن نحبّ مطوّلاً. لأنّه مكتوب أنّ الربّ نفسه "أَحْيا اللَّيلَ كُلَّه في الصَّلاةِ لله"، وأنّه قد "أَخذَه الجَهْدُ فأَمعَنَ في الصَّلاة". ألم يُرِد أن يُقدّم لنا المثال من خلال الصلاة لنا في ذلك الوقت، هو الذي مع أبيه السماوي يستجيب لصلواتنا في الأبديّة؟
يقال إنّ رهبان مصر يقومون بصلوات متكرّرة لكنّها قصيرة جدًّا، مثل السِّهام، كي يتجنّبوا إذا ما طال الوقت أن يتبدّد الانتباه اللازم عند المصلّين... على الصلاة ألاّ تحتوي العديد من الكلمات بل الكثير من التأمّل؛ وبهذه الطريقة، يمكنها أن تستمرّ وسط اليقظة الحارّة... أن نصلّي كثيرًا، يعني أن نقرع طويلاً ومن كلّ قلوبنا باب مَن نصلّي له. الصلاة في الواقع هي آهات ودموع أكثر ممّا هي خطب وكلمات.