من غزة والضفة إلى لبنان.. إسرائيل تُفجِّر حروب الظل من أجل البقاء
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن إسرائيل فتحت أبواب الحرب على مختلف الجبهات في غزة ولبنان، بالإضافة إلى العملية العسكرية الأخيرة في الضفة الغربية وتبادل إطلاق النار مع إيران.
وأضافت في تقريرٍ لها عبر موقعها الإلكتروني، أنه بينما تحظى حرب إسرائيل المُدمرة في غزة على أكبر قدر من الاهتمام، فإن جيشها يقاتل منذ أشهر على عدة جبهات أخرى، مما يجعل هذه الفترة واحدة من أكثر فترات الصراع تعقيدًا في تاريخ إسرائيل.
وشنَّ جيش الاحتلال عدة غارات على فصائل المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، مما أسفر عن مقتل نحو 600 شخص منذ 7 أكتوبر 2023، لتبدأ إسرائيل واحدة من أكبر مناوراتها في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، حيث غزت 3 مدن فلسطينية في وقتٍ واحد.
وذكر التقرير أنه على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، كانت إسرائيل تتبادل إطلاق الصواريخ والقذائف مع "حزب الله"، في قتالٍ أدى إلى نزوح مئات الآلاف على جانبي الحدود.
وأشارت "نيويورك تايمز"، إلى انفجار حرب الظل التي خاضتها إسرائيل لسنوات مع إيران في العلن، حيث ضرب كل منهما الآخر بشكلٍ مباشر في أبريل الماضي، مما أدى إلى مخاوف من أن الحرب التي تم احتواؤها نسبيًا في غزة قد تنتهي بإشعال حرب شاملة تشمل إيران ووكلائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وحتى الولايات المتحدة.
لماذا تواصل إسرائيل حربها على غزة؟
أرجعت الصحيفة الأمريكية، استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، إلى رغبة إسرائيل في تحقيق أهداف عالية النصر مثل القضاء على "حماس" والإفراج عن المحتجزين، بينما تسعى "حماس" إلى الحفاظ على المقاومة.
ولفت التقرير إلى أن شبكة الأنفاق الواسعة التي تمتلكها "حماس" تحت الأرض، تجعل من الصعب على إسرائيل الفوز، فضلًا عن تكتيكات إسرائيل في الحرب التي تجعل الفوز أكثر صعوبة، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يريد هدنة مؤقتة فقط، في حين تسعى "حماس" إلى وقفٍ كامل لإطلاق النار.
العملية العسكرية فى الضفة الغربية
وذكرت الصحيفة، أنه منذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005، احتفظت بوجودٍ لها في الضفة الغربية لحماية الإسرائيليين في المستوطنات، إلا أن الجيش الإسرائيلي يشن غاراته على المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، للقضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية.
وأوضحت أنه منذ بدء الحرب على غزة، زادت إسرائيل من هجماتها على الفصائل الفلسطينية؛ لأنها أصبحت أكثر نشاطًا.
وأضافت "نيويورك تايمز"، أنه بينما يقول الجيش الإسرائيلي إن عمليته العسكرية الأخيرة في الضفة الغربية استهدفت العديد من الفصائل الفلسطينية، إلا أنه من الواضح أن تلك الفصائل أصقلت أساليبها، لا سيما بعد انفجار تل أبيب الأخير وهو أول حادث من نوعه منذ سنوات، الأمر الذي زعم الجيش الإسرائيلي أنه سببًا رئيسيًا وراء العملية العسكرية في الضفة.
الحرب الإسرائيلية على لبنان
من غزة والضفة إلى لبنان، قالت "نيويورك تايمز"، إنه منذ السابع من أكتوبر الماضي، بدأ "حزب الله" اللبناني، في إطلاق الصواريخ على إسرائيل تضامنًا مع غزة، ومنذ ذلك الحين، تبادلت إسرائيل و"حزب الله" إطلاق الصواريخ والقذائف عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وقالت إسرائيل إنها لن تتوقف عن استهداف "حزب الله"، حتى يتمكن الإسرائيليون من العودة إلى الشمال بعد أن نزح منهم نحو ستين ألف شخص بسبب الحرب، إلا أن هذا احتمال بعيد؛ حيث تعهَّد "حزب الله" بمواصلة إطلاق النار لحين إنهاء الحرب في غزة.
وحذَّر التقرير الأمريكي، من استمرار المعركة في لبنان، الأمر الذي يزيد من احتمالات حدوث خطأ في التقدير من جانب أي من الطرفين، وهو ما قد يؤدي إلى خروج الصراع عن السيطرة.
انفجار حرب الظل مع إيران
واستعرضت "نيويورك تايمز"، الصراع الإيراني الإسرائيلي، موضحة أن كلا الطرفين هاجما مصالح بعضهما البعض سرًا، وبنت كل منهما تحالفات إقليمية متنافسة لردع كل منهما الآخر، إلا أن شدة وطول الحرب في غزة، أغرت كلا الجانبين بأن يكونا أكثر جرأة، مما أدى إلى خروج حرب الظل بينهما إلى العلن، ففي أبريل الماضي، ضربت إسرائيل مجمعًا دبلوماسيًا إيرانيًا في سوريا، مما أسفر عن مقتل العديد من كبار القادة الإيرانيين.
من جهتها، ردت إيران بإطلاق واحدة من أكبر وابل الصواريخ البالستية والصواريخ المجنحة في التاريخ العسكري في أول ضربة مباشرة على إسرائيل من إيران، مما أثار شبح حرب شاملة، لكنه في النهاية لم يتسبب في أضرار تذكر، كما خاطرت إسرائيل باغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية على الأراضي الإيرانية في يوليو الماضي، مما دفع إيران إلى الوعد بضربة مباشرة أخرى على إسرائيل.
وخلصت "نيويورك تايمز" في ختام تقريرها إلى أن إسرائيل فتحت حروبًا عدة على مختلف الجبهات زعمًا بأنه لم يتبق لها خيار سوى الدفاع عن نفسها ضد تحالف إقليمي تقوده إيران يسعى إلى تدمير إسرائيل نفسها، ونتيجة لهذا، فإنهم يرون القوة باعتبارها الرادع المنطقي الوحيد.