رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى الشهيد في رؤساء الكهنة إيريناوس أسقف ليون

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

 تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى الشهيد في رؤساء الكهنة إيريناوس أسقف ليون الذي ولد ونشأ القدّيس ايريناوس في آسيا الصغرى. ثم أصبح أسقفًا لمدينة ليون في فرنسا. فنشر ايمان المسيح فيها، وخلّف لنا من المؤلّفات اللاهوتيّة ما يضعه في طليعة آباء الكنيسة في منتصف القرن الثالث للمسيح.


وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "ودخَلَ ( يسوع المسيح) إِلى حَيثُ كانَتِ الصَّبيَّة فأَخَذَ بِيَدِ الصَّبِيَّةِ وقالَ لها: طَليتا قوم! أَي: يا صَبِيَّة أَقولُ لكِ: قومي"... أيّها الشباب، يحتاج العالم إلى إجابتكم الشخصيّة عن كلمة الحياة التي أطلقها الرّب: "أَقولُ لكِ: قومي". نرى هنا كيف انّ  يسوع يأتي للقاء البشريّة في الأوضاع الأكثر شدّة وألمًا. وتُظهر لنا المعجزة التي قام بها في منزل يائيرس سُلطته على الشرّ، فهو ربّ الحياة والمنتصر على الموت...

لكن لا يسعنا أن ننسى أنّه وفق ما يعلّمنا الإيمان، فإنّ السبب الأوّل للشرّ والمرض والموت بذاته هو الخطيئة بكافّة أشكالها. ففي قلب كلّ واحد وواحدة منّا يختبئ هذا المرض الذي يمسّنا جميعًا: الخطيئة الشخصيّة التي تتجذّر أكثر فأكثر في الضمائر مع افتقادنا لمعنى الله. نعم أيّها الشباب الأعزاء، احرصوا على ألاّ يضعف فيكم معنى الله. لا يمكننا الانتصار على الشرّ بالخير ما لم يكن لدينا معنى الله وعمله وحضوره الذي يدعونا دائمًا إلى التعويل على النعمة والحياة في وجه الخطيئة والموت. فمصير البشريّة على المحكّ.

وبالتالي لا بدّ من أن ننظر إلى التبعات الاجتماعيّة للخطيئة لبناء عالم جدير بالإنسان. نجد الشرور الاجتماعيّة التي تخلق "شركة حقيقيّة في الخطيئة" لأنّها مع انحطاط النفس، تحطّ الكنيسة وبشكل ما العالم أجمع... أيّها الشباب الأعزاء، جاهدوا بالإيمان جهادًا حسنًا  لكرامة الإنسان وكرامة الحبّ ولحياة نبيلة، حياة أبناء الله. إنّ الانتصار على الخطيئة عبر مغفرة الله هو شفاء وهو قيامة. لا تخافوا من متطلّبات حبّ يسوع المسيح. بل خافوا بالعكس من الجبن وخفّة العقل والسعي وراء المصالح الخاصّة والأنانيّة وكلّ ما يُسكت صوت الرّب يسوع المسيح الذي يكرّر لكلّ واحد منا: "يا صَبِيَّة أَقولُ لكِ: قومي".