"المارونية" تحتفل بذكرى مار برنردوس المعترف
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مار برنردوس المعترف، وهو إبن عائلة فرنسيّة مؤمنة.
انضم إلى رهبنة القدّيس مبارك مع ثلّة من الرفاق والأصحاب تمرّس في حياة الفقر والتقشّف والزُّهد تعمّق في دراسة الكتاب المقدّس أُذن له بالعيش في البرّيّة، فلحق به جمهور كبير من الرهبان والشبّان، حتّى أضحى القفر ممتلئًا بالنسّاك.
رُسم كاهنًا وعُيّن رئيسًا على هؤلاء النسّاك. فقام بخدمتهم برصانةٍ وتفانٍ ومحبّة. أسّس ديرًا للراهبات فالتحقت به أمّه وأخته. ولم يلبث أبوه وأخوه أن لحقا به في تلك البرّيّة. فرقد أبوه برائحة القداسة. لُقِّب بالعسليّ الفمّ وبقيثارة العذراء له رسائل عديدة وتآليف في اللاهوت والكتاب المقدّس والحياة الروحيّة فاعتُبر من آباء الكنيسة. مات سنة 1153.
وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: بما أنّ الدرهم كان يحمل صورة أحد الملوك، فإنّ تلك المرأة قد أضاعت ذلك الدرهم حين فقد الإنسان شبهه مع الخالق بسبب خطيئته، حيث إن الله قد خلقه الله على صورته كمثاله.
أردف المخلِّص قائلاً: "أيّةُ امرَأَةٍ إذا كانَ عِندَها عَشرَةُ دَراهِم، فأَضاعَت دِرهَمًا واحِدًا، لا تُوقِدُ سِراجًا؟". إنّ هذه المرأة التي أوقدت سراجها هي حكمة الله التي تجلّت بشكل بشريّ، لأنّ السراج هو نور في وعاء من الطين، وهذا النور في وعاء من الطين هو الألوهيّة في جسدٍ فانٍ.
بعد أن أوقدت سراجها، "ها هي تقلب البيت رأسًا على عقب"، أيّ حالما تلألأت الألوهيّة أمام أعيننا من خلال الجسد البشري الذي ارتدته، حصل اضطراب كبير في ضميرنا. هذه العبارة "تقلب البيت رأسًا على عقب" لا تختلف عن تلك العبارة التي نقرأها في بعض المخطوطات: "تكنُسُ البَيت"؛ لأنّ نفس الخاطئ لا يمكن أن تُطهَّر من عاداتها السيّئة إلاّ بعد أن تشعر بالاضطراب الناتج عن مخافة الله. بعد قلب البيت رأسًا على عقب، وُجِدَ الدرهم: "وتَجِدُّ في البَحثِ عنه حتّى تَجِدَه"، لأنّ الإنسان تمكّن من تصحيح صورته التي منحه إيّاها خالقه بفضل هذا الاضطراب الخلاصيّ الذي شعر به الضمير.