الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى القدّيس لوقا البعلبكي
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى القدّيس لوقا البعلبكيّ الشهيد الذي استُشهد، فيما يبدو، في بعلبك، أو قريباً منها زمن الإمبراطور يوليانوس الجاحد.
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية جاء نصها كالآتي: لقد أظهر لنا سلوك يسوع المسيح خلال حياته الأرضيّة عظمة رحمته للخطأة. ونرى أنّ جميع الخطأة قصدوه لمجالسته، وهو لم يتجاهلهم أو يبتعد عنهم، بل على العكس من ذلك، حاول بكلّ الوسائل الممكنة أن يكون بينهم، لكي يجذبهم إلى الآب. لقد بحث عنهم من خلال تأنيب الضمير وأعادهم بنعمته وكسب ودّهم من خلال سلوكه المحبّ. لقد عاملهم بلطف لا مثيل له، إلى حدّ أنّه دافع عنهم ضد الكتبة والفريسيّين الذين كانوا يريدون إلقاء اللوم عليهم، والذين كانوا لا يتحمّلون وجودهم بالقرب من الرّب يسوع المسيح.
وذهب يسوع أبعد من ذلك: لقد أراد تبرير تصرّفه تجاه الخطأة، من خلال مثل يصف عظمة حبّه للخطأة بأفضل طريقة ممكنة، فقال لهم: "أَيُّ امرِئٍ مِنكُم إِذا كانَ لَه مِائةُ خروف فأَضاعَ واحِداً مِنها، لا يَترُكُ التِّسعَةَ والتِّسعينَ في البَرِّيَّة، ويَسْعى إِلى الضَّالِّ حتَّى يَجِدَه؟ فإِذا وَجدَه حَمَله على كَتِفَيهِ فَرِحاً، ورجَعَ بِه إِلى البَيت ودَعا الأَصدِقاءَ والجيرانَ وقالَ لَهم: اِفرَحوا معي، فَقد وَجَدتُ خَروفيَ الضَّالّ!".
وأضاف يسوع مثلاً آخر عن امرأة كان عندها عشرة دراهم، لكنّها أضاعت درهمًا واحدًا، فأوقدت سراجًا وبحثت عنه في كلّ أرجاء بيتها. ولمّا وجدته، دعت صديقاتها لكي يفرحن معها. قال لهم: "هكذا يَفرَحُ مَلائِكَةُ اللهِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوب". وأضاف في مكان آخر "لَيسَ الأَصِحَّاءُ بِمُحتاجينَ إِلى طَبيب، بلِ المَرْضى. ما جِئتُ لأُدعُوَ الأَبرار، بَلِ الخاطِئينَ إِلى التَّوبَة" .
نرى أن يسوع طبّق على نفسه هذه الصور المشرقة لعظمة رحمته تجاه الخطأة. يا لفرحتنا عندما نعلم بأنّ رحمة الله لا حدود لها! ويا للرغبة الجامحة التي تعترينا في أن نركض ونرتمي عند قدميّ الربّ الذي سيستقبلنا بفرحٍ عظيم!