تقرير أمريكى: نتنياهو استخدم "المتطرفين" لمنع قيام دولة فلسطينية
سلط تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على كيف استخدم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليمينيين المتطرفين، من أجل الحفاظ على السلطة في إسرائيل، ومنع قيام دولة فلسطينية ذات سيادة.
وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقرير تحليلي لها اليوم السبت، بشأن التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط على إثر الحرب في غزة، إنه "لتشكيل حكومة والبقاء في السلطة، عمل نتنياهو على تمكين السياسيين اليمينيين المتطرفين المتدينين المؤيدين للاستيطان الذين يعارضون الدولة الفلسطينية من أي نوع".
وأضافت: "لقد أعطى نتيناهو أدوارًا قوية لإيتمار بن جفير، وهو مجرم مدان، يرأس الآن الشرطة وله نفوذ في كيفية إدارة الضفة الغربية، وبتسلئيل سموتريتش، وزير المالية".
وتابعت: "لقد تحرك الرجلان لإضعاف السلطة الفلسطينية ودعم توسيع المستوطنات في الضفة الغربية ومعارضة أي اتفاق مع حماس- في حين وضعوا أتباعهم في مناصب رئيسية في البيروقراطية الإسرائيلية".
وشددت على أن بن غفير وسموتريش يمثلان "ثورة شعبوية ضد الروح والمؤسسات الديمقراطية التقليدية في إسرائيل، بما في ذلك الجيش والقضاء".
وذكرت أنه "مثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، يركب نتنياهو، على الرغم من فترة طويلة من وجوده في السلطة، تلك الموجة المناهضة للنخبوية، بحجة أنه السياسي الوحيد القادر على الوقوف في وجه الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومنع فلسطين أن تكون ذات سيادة".
ونقلت "نيويورك تايمز" عن ناحوم برنياع، أحد أبرز الصحفيين والمعلقين في إسرائيل قوله: "نحن في عملية خطيرة للغاية يمكن أن تلقي بظلالها على الحمض النووي الأساسي لهذا البلد، المواجهة الثقافية جيدة، ولكنها ليست جيدة مع السياسيين الذين هم مسيحيون أو شعبويون متطرفون ولا يصبحون جزءًا من الحكومة فحسب، بل يشغلون مناصب حاسمة هناك".
وقال برنياع: "إن السياسيين اليمينيين المتطرفين لديهم أجندة، إنهم يريدون ثورة حقيقية في نظامنا وفي قيمنا".
ولتأكيد وجهة نظر برنياع، استشهدت "نيويورك تايمز" بما شهده محيط سجن “نسدي تيمان” العسكري مؤخرًا؛ حيث تجمع مئات المتظاهرون بما في ذلك ثلاثة مشرعين من أقصى اليمين على الأقل من الائتلاف الحاكم وجنود بالزي الرسمي، خارج ذلك السجن وقاعدة ثانية؛ لدعم الجنود الإسرائيليين الذين تم اعتقالهم للاشتباه في تعذيبهم واغتصاب سجين فلسطيني.
وأضافت: "تم إحضار الجنود للاستجواب. واندفع العشرات من المتظاهرين إلى القاعدتين، متجاهلين الحراس، بينما وصلت قوات شرطة السيد بن غفير متأخرة وبأعداد صغيرة".
وتابعت: "وبعد ساعات، انتقد نتنياهو الاحتجاجات، لكنه بدا أيضًا وكأنه يبررها، مقارنًا إياها بأشهر من المظاهرات المناهضة للحكومة ضد جهوده الرامية إلى تقليص سلطة القضاء والمحكمة العليا لصالحه".
بن غفير وسموتريتش شوها صورة نتيناهو أمام العالم
أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه في الوقت الذي يحاول فيه قيادة جيش الاحتلال الحفاظ على معاييرها، يصف بن غفير وسموتريتش أولئك الذين يريدون معاقبة المعتدين على السجناء الفلسطينيين بالخونة.
واعتبرت في السياق أن الرجلين "على الرغم من أنهما يمثلان أقلية، إلا أنهما أصبحا وجه إسرائيل للعالم تقريبًا مثل السيد نتنياهو، حيث شوهت صورته بسبب اعتماده السياسي عليهما وتسامحه مع أفعالهما وتجاوزاتهما".