تعذيب الأسرى الفلسطينيين يشعل الفوضى.. كواليس اقتحام السجون والقواعد العسكرية فى إسرائيل
سلطت شبكة "سي إن إن" الأمريكية الضوء على الأزمة الكبرى والفوضى التي شهدتها إسرائيل في وقت متأخر أمس الإثنين بعد اقتحام نواب ومحتجون من اليمين المتطرف منشأة احتجاز إسرائيلية وقاعدة سدي تيمان العسكرية كان يتم فيها التحقيق مع جنود بتهم إساءة معاملة وتعذيب الأسرى الفلسطينيين.
اليمين المتطرف يشعل أزمة كبرى في إسرائيل ويقود اقتحام السجون والقواعد العسكرية
وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد أظهرت لقطات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد فوضوية في قاعدة سدي تيمان في صحراء النقب، حيث تم تصوير عضو الكنيست اليميني المتطرف زفي سوكوت، وهو يتسلل عبر السياج ويدخل المنشأة، بينما تجمعت الحشود في الخارج، احتجاجًا على التحقيق، وأظهر مقطع فيديو آخر أشخاصًا يحتشدون في محيط القاعدة بينما منعهم الحراس.
وقالت الشرطة إن المحتجين اقتحموا أيضًا قاعدة عسكرية إسرائيلية في بيت ليد بوسط إسرائيل، حيث اشتبكوا مع قوات الأمن قبل إخلائهم مساء الإثنين، حيث تم استجواب العديد من الجنود في مركز التحقيق في الإساءة في قاعدة بيت ليد.
وأفادت الشبكة الأمريكية بأن مثل هذه المشاهد والفوضى التي شهدتها إسرائيل تعكس بشكل صارخ الانقسامات الحزبية المعقدة التي تسري في إسرائيل في وقت تعتمد فيه حكومتها الحالية بقيادة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على الدعم من الأحزاب اليمينية المتطرفة، وفي الوقت الذي يعاني فيه الجيش بالفعل من الإرهاق، بسبب الحرب الوحشية في غزة والتهديد المتزايد الذي يشكله حزب الله في الشمال.
وقال مسئول عسكري إسرائيلي إن قيادة قوات الاحتلال الإسرائيلية تنظر إلى عمليات الاقتحام على أنها ضارة بشدة بأمن البلاد وتشكل تشتيتًا بينما يزن الجيش خياراته في لبنان، مع تزايد المخاوف من المزيد من التصعيد في أعقاب الهجوم المميت على مجدل شمس يوم السبت.
وقال وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يوآف جالانت، عبر منصة X، إن "الحادث يصب في مصلحة أعدائنا في وقت وقت الحرب"، كما دعا نتنياهو إلى الهدوء الفوري في سدي تيمان وأدان اقتحام القاعدة في بيان يوم الإثنين.
وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد تجمعت الحشود لأول مرة في سدي تيمان بعد أن أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قسم التحقيقات الجنائية في الشرطة العسكرية (MPCID) كان يحقق رسميًا في "الاشتباه في إساءة معاملة أحد المعتقلين" في القاعدة المظلمة، حيث يُزعم أن السجناء من غزة كانوا محتجزين في ظروف قاسية.
وأوضحت أن الساسة في إسرائيل باختلاف توجهاتهم رفضوا عمليات الاقتحام، حيث قال الفريق أول هيرتسي هاليفي، رئيس هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان يوم الإثنين: "إن اقتحام قاعدة سدي تيمان خطير للغاية ومخالف للقانون"، مضيفًا أن الجيش "يعمل على استعادة النظام في القاعدة".
كما أدان زعيم المعارضة يائير لابيد الاختراق، منتقدًا "الإجرام الخطير لأعضاء الكنيست الذين يضعفون ويفككون الجيش الإسرائيلي، ويضعفون ويفككون دولة إسرائيل، ويقضمون أسس قوتنا من الداخل".
وأضافت الشبكة الأمريكية أن عضو الكنيست اليميني المتطرف سوكوت، الذي كان من بين أولئك الذين حضروا سديه تيمان يوم الإثنين، هو عضو في حزب الصهيونية الدينية القومي المتطرف، الذي يقوده وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، وكان سموتريتش قد أعرب في السابق عن دعمه للاحتجاجات لكنه دعا إلى تهدئة المظاهرات بعد اقتحام بيت ليد.
وقال سموتريتش: "أدعو الجميع إلى مراعاة القانون ونزاهة الجيش والشعب، وعدم اقتحام القواعد العسكرية وعدم الاشتباك مع إخواننا الجنود والشرطة".
كما انتقد رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ المسئولين المنتخبين لتورطهم، ولتشجيع ما وصفه بأنه "عمل خطير وغير قانوني وغير مسئول".
وتُظهر مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي متظاهرين يشتبكون مع قوات الأمن أثناء وجودهم داخل القاعدة في بيت ليد، كما اعتدوا على المراسلين والصحفيين.
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية، بأن الوضع كان صعبًا للغاية وفوضويًا، والاعتداء على الصحفيين، يعد جزءًا من اتجاه متزايد من العداء تجاه الصحفيين الإسرائيليين الذين يغطون الاحتجاجات اليمينية المتطرفة.