شهادات من القلب.. ماذا قال المثقفون عن الفنان الثائر ناجي العلي؟
أعلن رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي تمرده في وجه الاحتلال حينما خطّ بريشته رسومات للدفاع عن القضية الفلسطينية، فيحل ذكرى اغتياله اليوم الموافق 22 يوليو عام 1987.
واستحوذ وطنه فلسطين على مجمل أعماله وما شهدته بلدته من قسوة الاحتلال حتى اغتياله، ويتحدث لـ “الدستور” عدد من الكتّاب والمفكرين، تكريمًا لذكرى ناجي العلي أحد أشهر الأيقونات الفلسطينية.
محمود مطر: ناجي العلي انجب حنظلة في زنزانته ليطارد العدو
ففي بداية حديثه مع “الدستور”، استشهد الكاتب محمود مطر بمقولة للفنان ناجي العلي وهى "افهم الصراع.. أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب" وأضاف: ذلك الفلسطيني المبدع الذي رسم الرسومات الكاريكاتورية على جدران الزنازين التي حاول الاحتلال البغيض أن يحبس إبداعه ورسوماته بداخلها، لكنه لم يفلح فقد انطلقت رسومات ناجي العلي من الزنازين إلى الفضاء الرحب الفسيح تطارد الاحتلال وتلهب ظهره بسياط من رسم.
وأكمل مطر: “كما ألهب حنظلة تلك الشخصية الكاريكاتورية الخالدة التي أبدعها العلي ظهور الصهاينة وظهور كل الغاصبين والخونة والمتامرين على القضية الفلسطينية".
ولفت محمود مطر إلى أن "حنظلة" طفل العاشرة هو الابن الشرعي الخامس لناجي العلي مع أبنائه الأربعة، لكنه ابن من حبر ومن لون ومن ورق، مضيفًا: حنظلة ذلك الطفل الذي يعقد يديه خلف ظهره سيظل ابنا بارا للقضية كما كان من أبدعه وخلفه.
وأوضح مطر أنه انطلقت رصاصة من عميل للموساد أصابت وجه ناجي العلي تحت عينه مباشرة في مدينة لندن في مثل هذه الأيام عام ٨٧ دخل على أثرها في غيبوبة ثم أسلم الروح في أواخر أغسطس وهو في الخمسين من عمره مشيعا بدموع كل أحرار العالم، لكن الحقيقة أن ناجي العلي لم يمت تماما كما لم يمت حنظلة، ابنه الذي انجبه من ورق وحبر ولون.
حسين حمودة: حياة ناجي العلي عرفت كل أشكال المقاومة والإبداع
وقال د.حسين حمودة، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب بجامعة القاهرة إن ناجي العلي، مثال من أمثلة عديدة للمبدع الفلسطيني، التي تنتهي حياته الحافلة بالاغتيال، فهناك مبدعون فلسطينيون آخرون على رأسهم غسان كنفاني عاشوا الحياة نفسها وأبدعوا وكانت الوسيلة الوحيدة لإسكات أصواتهم المبدعة بالاغتيال.
وأضاف "حياة ناجي العلي الحافلة مرت بما مّر ويمّر به الفلسطينيون الذين تلاحقهم إسرائيل، المطاردة والسجون والنفي.. ومرت حياته أيضًا وعرفت كل أشكال المقاومة بما فيها الإبداع.
وأشار حسين حمودة إلى أن إبداع “ناجي العلي” تمثل في رسومه وفي أيقونتها الأبدية "حنظلة" الذي ظهر للوجود بعد هزيمة 1967، وعاش مع صاحبه حتى اغتياله عام 1987، واصفًا: كان حنظلة وناجي العلي شاهدين كبيرين على المأساة الفلسطينية، وفاضحيين كبيرين للتقاعس العربي، وللشرور الإسرائيلية المتزايدة على السواء.. وحنظلة مع شخصيات ناجي العلي الأخرى كانت وظلت مثالا كبيرا على ما يمكن أن يقوم به الإبداع من مقاومة.
فريدة الشوباشي: ناجي العلي أيقونة الفن العربي.. وله مكانة خاصة في قلوبنا
وتحدثت فريدة الشوباشي عن ناجي العلي قائلة إنه ليس فنان فلسطيني مبدع وفقط، إنما أيضًا مواطن رائع، مشيرة إلى أن كل رسوماته تعبر عن ملايين الناس، وهذا تحديدًا ما أزعج الإسرائليين، موضحة: فإن هذا السبب الرئيسي لاغتياله على أيدي هؤلاء المجرمين، ولكنه مازال يعيش في ضمائرنا ووجداننا وقلوبنا وستبقي ذكراه خالدة إلى الأبد.
أضافت الشوباشي أن ناجي العلي فنانه لم يهمه شئ سوى قضية وطنه، وهو ما جعله يحتل مكانة خاصة في قلوب جميع الناس، واختتمت حديثها مع الدستور، بأن ناجي العلي من أيقونات الفن العربي كله، ومن أيقونات القضية الفلسطينة وجميع القضايا الوطنية.