مصيرهم القتل والاختفاء.. اللاجئون الأجانب بالسودان محاصرون بسبب الحرب
مع بقاء أيام على الموعد النهائي الذي حدده الجيش السوداني لـ "اللاجئين الأجانب" لمغادرة العاصمة الخرطوم، يقول اللاجئون الذين فروا بالفعل من الحروب والديكتاتوريات في بلدان أخرى إنهم لا يحصلون على ممر آمن، ويشعرون بالقلق من احتمال تعرضهم للقتل أو الاختفاء، حسب ما ذكرت ماتيلد فو، مديرة المناصرة في المجلس النرويجي للاجئين.
وكانت السلطات الأمنية السودانية أمرت في الثاني عشر من يوليو الجاري، جميع الأجانب بمغادرة العاصمة السودانية، الخرطوم والمناطق المحيطة بها، حفاظا على سلامتهم، وسط قتال ما زال يحتدم بين القوات الحكومية وميليشيا قوات الدعم السريع. وينص القرار على أن المهلة النهائية للمغادرة خلال 15 يوما.
وقالت ماتيلد فو التي تعمل مع اللاجئين في أجزاء أخرى من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، في تصريحات إعلامية نقلتها صحيفة "The Irish Times"، إنه في حين أن "السودان يعاني بالفعل من أزمة مهملة... فإن محنة اللاجئين داخل السودان أكثر خطورة".
وأضافت: "غالبًا ما يتم تجاهل حقيقة أن السودان كان بلدًا للجوء، لكنه تحول الآن إلى منطقة حرب"، مشددة أن "اللاجئون محاصرون حرفيًا في مأزق مستحيل، حيث دمر القتال في السودان منازلهم في الخرطوم والآن تقترب الخطوط الأمامية من مخيمات اللاجئين على الحدود الشرقية والجنوبية".
لا مكان للاجئين الأجانب في السودان للذهاب إليه
وتابعت: "ليس لدى اللاجئين من جنوب السودان وإثيوبيا وإريتريا مكان يفرون إليه: فمعظمهم لا يستطيعون العودة إلى بلدانهم الأصلية حيث قد يواجهون التهديد".
وذكرت: "أن تدهور مساحة اللجوء في السودان منذ الحرب يشكل مصدر قلق حقيقي، وهناك تقارير متزايدة عن احتجاز اللاجئين ومضايقتهم وحتى ترحيلهم – وهذا يحتاج إلى مزيد من الاهتمام".
أكثر من 300 ألف لاجئ أجنبي في السودان
وقبل الحرب، التي بدأت منتصف أبريل 2023، كان هناك حوالي 309 آلاف لاجئ وطالب لجوء من دول أخرى يعيشون في الخرطوم، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وكان الكثيرون يأملون في أن يتم اختيارهم لإعادة التوطين القانوني في الدول الغربية، لكن عدد الأماكن المعروضة كان منخفضًا - حيث تظهر أرقام الأمم المتحدة أن 1،361 لاجئًا فقط أعيد توطينهم من السودان على مدى السنوات الأربع الماضية.
وقد نزح أكثر من 10 ملايين شخص - ما يقرب من 20 في المائة من سكان السودان - بسبب الحرب الحالية، مما حولها إلى ما تسميه الأمم المتحدة أكبر أزمة نزوح في العالم.
ووفقًا لأحدث تقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فإن ما يقرب من 7.8 مليون منهم نازحون داخليًا، بينما فر أكثر من 2.2 مليون إلى بلدان أخرى، وقد نزح بالفعل 2.8 مليون شخص آخر قبل الحرب الحالية.