عمله بالنسيج أثّر على كتاباته.. محطات في مسيرة الكاتب الجزائري محمد ديب
تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الجزائري محمد ديب المولود في مثل هذا اليوم من العام 1920.
لم تكن حياة الأديب الشهير مفروشة بالورود، إنما عاني الشقاء وظل دؤوبًا ومثابرًا خلال طفولته وحتى الكبر، حتى استطاع أن ينقش اسمه بحروف الذهب في أذهان الكثيرين من محبي أعماله الأدبية.
محطات في مسيرة الكاتب الجزائري محمد ديب
طفولة قاسية
ولد محمد ديب في تلمسان غربي الجزائر في مدينة تلمسان هو روائي وشاعر وكاتب مقال، وله مسرحية واحدة، ورغم أن أباه كان موسيقيا، إلا أن "ديب" لم يهنئ بتعلم الموسيقى منه، حيث تُوفي الوالد، وهو بعمر صغير، في عام 1931.
كان محمد ديب وأسرته المكونة من الأم والأبناء الأربعة عانى من ظروف معيشية صعبة، وتحمل ديب مسؤولية أسرته مبكرًا وهو شاب، بجانب مواصلة تعليمه، فقد مارس ديب العديد من المهن كعامل نسيج ومدرس ثم عمل صحفيًّا بإحدى الجرائد الجزائرية بين عامي ١٩٤٩م و١٩٥١م، ومارس العمل النقابي.
كيف أثر عمله بالنسيج على كتابته؟
أشار الكاتب محمود قاسم في كتابه "الأدب العربي المكتوب بالفرنسية" إلى أن المهن التي عمل بها ديب أثَّرت في إبداعه الشعري والروائي، خاصة عمله في النسيج، قائلًا:"يتعامل مع الكلمة باعتبارها خيطًا يمكن غزله مع كلمات أخرى ليصنع جملة أدبية، أو عملًا إبداعيًّا متميزًا؛ ولذا فقد راح يعايش شخصيته المتخيلة "عمر" قرابة 14 عامًا، حتى انتهى من تأليف الثلاثية، وربما لسنواتٍ طويلة بعد ذلك".
أبرز أعماله الأدبية والشعرية
واستطاع أن يتقن اللغتين الإنجليزية والفرنسية وعكف على مطالعة الأدب الفرنسي قديمه وحديثه، كما ساهم تفاعله مع كبار كتاب عصره، أمثال ألبير كامو وجان سيناك ولويس جيو وغيرهم، بتكوين شخصيته الأدبية والإبداعية.
ورحل محمد ديب عن عالمنا في 2 مايو 2003 في العاصمة الفرنسية باريس، تاركًا إرثًا كبيرًا من الأعمال الأدبية والشعرية.
وفي 1952، صدر له رواية "الدار الكبيرة" عن دار النشر الفرنسية "لوسوي" وكانت هذه الرواية بمثابة انطلاقة له في عالم الأدب، ثم عكف على كتابى ثلاثية الجزائر الأولى: "الحريق" (1954)، "النول" (1957).
بعدها كتب ثلاثية الجزائر الثانية وهى:"من يتذكر البحر" (1962)، "الجري على الضفة المتوحشة" (1964)، "رقصة الملك" (1968).
وله مسرحية واحدة نُشرت في كتاب "ألف صيحة لمومس" (1980)، كما ألف عدد من دواوين الشعر أبرزهم: "حارسة الظلال" (1961)، "تلك النار الجميلة" (1979)، و"طفل الجاز" (1998).
كما أن له الكثير من التجارب الأدبية الأخرى في "الرواية" مثل رواية "إله وسط الوحشية" (1970)، "سيد القنص" (1973)، "هابيل" (1977)، وفي الأدب القصصي صدر له "في المقهى" (1957)، "تلمسان" (1966)، "الليلة المتوحشة" (1995).
ويعد الأديب محمد ديب أول كاتب جزائري يحصل على جائزة الفرنكوفونية عام 1994 احتفاءً بأعماله السردية والشعرية، وتسلمها من الأكاديمية الفرنسية.