يوسف عز الدين.. رائد الكتابة العجائبية في الأدب المصري
110 أعوام مرت على ميلاد الأديب يوسف عز الدين عيسى، الذي ولد في 17 يوليو لعام 1914، واستطاع أن يخلق لنفسه مدرسة خاصة في الكتابة القصصية حيث يختلط الخيال والحلم بالواقع بشكل رمزي، ليخلق تحليلا دقيقا للعالم الواقعي الذي نعيشه، وأصبح أحد الشخصيات البارزة في القرن العشرين، فقد تخرج في كلية العلوم من جامعة القاهرة، وعين معيد فيها عام 1938.
يوسف عز الدين.. رائد الكتابة العجائبية
بدأت ميوله الأدبية منذ صغره فكتب الشعر وهو في العاشرة من عمره، وقدم للإذاعة الكثير من الأعمال الأدبية، إذ مارس الدكتور يوسف عز الدين عيسي كل أشكال الكتابة وبرع فيهم جميعا؛ فقد كتب حوالي مائتي قصة قصيرة وتسع روايات وست مسرحيات وعدد من الأشعار والأغاني إلى جانب كتاباته للدراما الإذاعيه التي تصل إلى حوالي أربعمائة عمل، كما أن كتاباته، على خلاف معظم الكتاب المصريين أو العرب، لا تتحدث عن منطقة معينه في العالم أو مشكلات تتعلق بمكانٍ محدود ولكنه غالبا ما يتحدث عن الإنسان في كل مكان بنظرة شاملة، محايدة ومتفهمة، معتقدا أن الأرض مكان واحد يعيش فيه كل البشر، ويتشاركون معا في الأحاسيس والمعاناة ويلاقون نفس المصير وهو الموت.
نال يوسف عز الدين عيسى جائزة الدولة في مصر لدوره في تحول الدراما الإذاعية على يديه إلى أدب رفيع، ومنها تمثيلية بعنوان "عجلة الأيام" عام 1940، وأعمال كثيرة من بينها "جماعة من المساكين، والغد المجهول، والجمجمة، والزنبقة المسكينة، وسيكوسيتا" وغيرهم، فضلا عن العديد من الأوسمة والجوائز الرفيعة ومنها: وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى مرتين، وسام الجمهورية، واختير أفضل شخصية أدبية على مستوى الجمهورية المصرية لعامي 1998، و1999، ووسام فارس الأدب 1999.
ويقول عنه الدكتور زكريا عناني: لم تتوقف الأقلام في الكتابة عن أعماله التى لا زالت تشجى النقاد وهم في محاولات لا تنقطع لكشف عالمه المثير للفكر والخيال. وقد برع الدكتور يوسف عز الدين عيسي في استخدام الرمز للتعبير عن واقع الإنسان، كان إنتاجه غزيرا، كما ورد ذكره، ثريا، عميقا، ذات خيال ساحر وقدرة فائقة على صياغة فكرة من العدم.
ويضيف: عالمه عالم الواقعية السحرية حيث يخلط الواقع بالخيال بشكل رمزي تأملي ليعبر عن واقعنا الذي نعيشه، ففي أدبه يتلاشى الزمان والمكان وحتى الأسماء تأخذ شكلا مجردا، وتلعب الألوان والأرقام والموسيقى بل والعلم أيضا، دورا كبيرا في كتاباته، ومن أهم رواياته "الرجل الذي باع رأسه"، و"الواجهه"التى اعتبرهما النقاد من أهم الروايات التى كتبت في السنوات الأخيرة، ومن أهم ما يميز أدب يوسف عز الدين عيسي هو أنه يحدث تغيرا كبيرا في شخصية القارئ، فالأمور التى كانت تبدوا بديهية ولا جدال عليها، تصبح في عالمه أمور ذات سحر مثير مليء بالتساؤلات ذات أبعاد مختلفة وتستحق التأمل والتفكير، وتعتبر أعماله، على حد قول النقاد، نوع جديد وجريء في عالم الكتابة له صبغة خاصة لا على مستوى الرواية العربية فقط، ولكن بوجه عام؛ "الدكتور يوسف عز الدين عيسي يكتب أدبا متفردا، فأدبه قيمة فنية وأحد المعالم الرئيسية في الأدب العربي وأكثر الأعمال طواعية لأن تأخذ طريقها للعالمية من خلال مضمون إنساني شديد العمق".