رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أغلقوا المقهى وراحوا يراقبوننا.. ذكريات ترويها وردة الجزائرية عن الاستعمار الفرنسى

وردة الجزائرية
وردة الجزائرية

حين تقف وردة الجزائرية أمام المرآة لا ترى نفسها بقدر ما كانت ترى بلدها، يمر أمامها تاريخ من الاستعمار الفرنسي الذي عايشته، هكذا بدأت وردة الجزائرية في الحديث عن لحظات وقوفها أمام المرآة.

وتقول وردة الجزائرية في تقرير نشر بمجلة الكواكب: "اعتدت أن أطيل النظر إلى وجهي والمرآة تعكسه لكي أسترد كل لحظة من لحظات حياتي، أستعيد ذكريات طفولتي وذكريات كفاح شعبي الباسل الثائر على رُبى الجزائر التي تلتهب بالثورة، لقد ارتبطت ذكريات طفولتي منذ الخامسة بذكريات الكفاح في وطني، فقد بدأت أدرك الحياة في مقهى صغير في قلب باريس، وتعلمت النظر في وجوه القوم الباغين الذين يستعمرون وطني لأقرأ طغيانهم، وازداد حبي لألوية النور التي تزحف لتصنع فجر الجزائر، على أن الحياة لم تكن لتطيب لي أو لأسرتي داخل عاصمة الطغيان.

فرنسا

وتكمل: "كانوا هناك يحسبون علينا أنفاسنا ويراقبون عواطفنا، وكأنها متعلقة بالوطن الثائر الذي يكافحهم، وما مرت علينا التضحية عندما دمروا حياتنا ومستقبلنا، وأغلقوا المقهى الذي نتعيش منه بل اعتبرنا مصابنا جزءًا من عواطفنا التي ترتبط بالوطن".

وتواصل: "كل شيء يمكن أن يهون في سبيل الوطن، وهذا ما كانت تقوله لي المرآة حين أقف أمامها صباح مساء، وهي تستعرض معي سيلًا من الذكريات وعلى رغم مني، على غير إرادة تنطلق عواطفي وأجدني أتمتم في تبتل، بكلمات أولى أغنياتي التي رددتها، أنا من الجزائر أنا عربية، إن ذكرياتي حافلة، وذلك الكفاح الشاق من أجل الحياة، والشهرة.

ثورة الجزائر

وتستطرد: "عندما بدأت أردد أغاني أم كلثوم وأنا بعد فتاة يانعة، كانت الدماء الحارة تجري في عروقي، وتؤجج ثورتي على الظلم، وكانت أحلامي كلها مرتبطة بذلك اليوم المرتقب، الذي أستطيع فيه أن أفعل شيئًا لنصرة الثورة في الجزائر، وكلما عاودتني الذكريات حدثتني المرآة وهي تعكس لي صفحة وجهي داخل إطار من ذكرياتي، أحسست بالسعادة وبشعور من الراحة يثلج قلبي، لقد استطعت على البعد أن أفعل شيئًا، أن أضع نفسي في خدمة الثورة الظافرة، التي تصنع مستقبل الجزائر، وستنتصر به مهما طال الزمن".