شهد "حب أنور وجدي وليلى مراد".. رأس البر مصيف نجوم وأثرياء زمان
hشتهر مصيف رأس البر، في منتصف القرن الماضي، بأنه قبلة أهل الثراء والفن في مصر، أيضا كان يمثل ذروة الموسم الفني للفرق الفنية المسرحية والغنائية في ذلك العصر.
وفي عددها الصادر بتاريخ 25 يونيو من عام 1957، رصدت مجلة الكواكب، حياة أهل الفن والأثرياء في مصيف رأس البر وكيف يقضون أيام الصيف.
لهذه الأسباب كانت رأس البر مقصد أهل الفن
يستهل محرر الكواكب حديثه بالأسباب التي جعلت من مصيف رأس البر قبلة لنجوم ذلك الزمان وكتب: “لعل حب الفنانين لمصيف رأس البر يعود إلى أنه كان دائما مهبط العائلات الكبيرة ذات النفوذ والسلطان طوال النصف قرن الأخير. وكان بعض الفنانين لاصقا برجال هذه العائلات ويعد نفسه محسوبا عليها، وكانت كل أسرة تدعو فنانها المفضل ــ مطربا كان أو ممثلا ــ ليقضي الصيف في ضيافتها في رأس البر”.
أضاف: “كان محمد شعراوي زوج هدى شعراوي، السياسي المرموق في أوائل هذا القرن ــ العشرين ــ يفضل قضاء الصيف في رأس البر، وكان المطرب محمد عثمان هو مطربه المفضل الذي يحيي أمسيات الصيف ولياليه في الدهبية التي يملكها محمد شعراوي، وحدث ذات مرة أن خديوي مصر عباس الثاني قرر أن يزور تركيا في الصيف وقرر أن تصاحبه في زيارته فرقة من العازفين والمطربين كان بينها المطرب محمد عثمان، وحاول محمد شعراوي أن يجعل المطرب يعتذر عن تلبية الدعوة، إلا أن المطرب خشي بطش الخديوي فلم يعتذر، وعندئذ قرر محمد شعراوي أن يقضي الصيف في أوروبا”.
عبده الحامولي يحيي ليالي رأس البر
كتب أيضا: “كذلك كان عمر سلطان أحد أثرياء مصر، كانت تربطه بمحمد شعراوي صلة المصاهرة، وكانت بينهما منافسة شديدة علي إحياء ليالي الصيف في رأس البر، وكان عمر سلطان ينتظر الليالي القمرية ليقيم ليالي طرب أشبه بأساطير زلف ليلة وليلة، كان المدعوون يركبون الزوارق الصغيرة، ويطوفون بها حول (دهبية) راسية يغني فيها المطرب وفرقته الموسيقية معه، وكان عبده الحامولي يسافر خصيصا إلى رأس البر ليحيي هذه الليالي”.
استطرد: “حدث مرة أن شرب عبده الحامولي أكثر من طاقته فصمم على أن يغني في زورق من الزوارق التي تنتشر حول (الدهبية) ولم يتحمل الزورق الفرقة الموسيقية فأنقلب بمن فيه وأشرف الحامولي علي الغرق لولا أن أنقذه بعض المدعوين”.
حفلات أم كلثوم الخاصة في رأس البر
وفي تقرير الكواكب ذاته كتب: “السيدة أم كلثوم من أشد المعجبات بمصيف رأس البر، وهي لا تقيم فيه حفلات عامة بل تفضل أن تغني لأصدقائها ومعارفها في حفلات خاصة، وهي تمتلك عشة هناك زودت بكل أسباب الراحة، وحدث عام 1931 أن كانت أم كلثوم في رحلة إلي الخارج، ولكنها قررت العودة، في نهاية أغسطس لتتمتع ببقية الصيف في رأس البر. لم تعجبها الريفييرا ولا الكوت دازير ولا بحيرات سويسرا كانت تفضل عليها جميعا رأس البر كما كتبت تقول في رسالتها لصديقتها”.
أنور وجدي يضرب أحد أصدقاء ليلي مراد غيرة عليها
أكمل أيضا: “في عام 1942، كانت غارات النازي لا تنقطع علي الإسكندرية وهجرها أكثر المصطافين إلي رأس البر، وسافرت ليلي مراد مع المرحوم أنور وجدي وكانت تعمل معه في فيلم (ليلي بنت الفقراء) ليقضيا عطلة نهاية الأسبوع”.
اختتم التقرير: “كان أنور وجدي أيامها مغرما بليلي مراد ويطارحها الهوي عارضا عليها الزواج، وجلسا في وسط (شلة) من الأصدقاء وطلب أحد هؤلاء الأصدقاء من ليلي مراد أن تغني إحدى أغانيها الجديدة واعتذرت ليلي، وألح الصديق وأصر على أن تغني ليلي الأغنية، وغضب أنور وجدي من هذا الإلحاح وثار غاضبا في وجه الصديق وقامت بينهما مناقشة أنتهت بمعركة حامية بالأيدي كانت حديث رواد رأس البر جميعها، وعندما سئل أنور وجدي، لماذا احتد وغضب، صاح قائلا (يا ناس أصلي بحبها) وعرف الناس قصة الغرام بين ليلي وأنور، ولم تمض فترة وجيزة حتى تزوجا ليعيشا ثمانية أعوام من الحياة الزوجية”.