لا تكن أعظم عدو لنفسك.. قراءة في كتاب "قوة الأفكار" لنك ترينتون
مع سرعة الحياة وكثرة الضغوط، يمكن أن يقتحم القلق حياة الإنسان، ويحوله إلى كابوس، بل ويشعر وكأن الحياة صارت مكانًا ضيقًا خانقًا، وهذا ما يحاول الكاتب نك ترينتون، فك طلاسمه، في كتابه Calm Your Thoughts، وبنسخته العربية الصادرة حديثًا "قوة الأفكار الهادئة" للمترجمة سمر حجازي.
قراءة في كتاب "قوة الأفكار الهادئة" لنك ترينتون
ويسعى نك ترينتون، خبير علم النفس السلوكي، في كتاب “قوة الأفكار الهادئة” إلى النظر عن قرب إلى "القلق" وفهم ما هو؟ وكيف يعمل؟ حتى تستطيع عيش حياة جيدة، وكيفية التخلص من السلبية التي تستنزف طاقتك، مما يجعلك غير قادر على رؤية الجانب المشرق من الحياة.
ويقول نك ترينتون، في كتابه: إن العقل الصاخب هو السبب الأكبر للتعاسة، فهو يمنعنا من رؤية الإمكانيات التي تنتظرنا، وتتحول الحياة إلى "حقل ألغام" بدلًا من مجموعة من الفرص الجديدة، فلنعمل على تغييرها الآن.
ويرشدنا الكاتب في كلمات موجزة: لاتكن أعظم عدو لنفسك.. وتعلم كيفية التحكم في مشاعرك والبقاء هادئًا.
ما هي أسباب القلق؟
وعن أسباب القلق، يحلل نك ترينتون: لا يوجد سبب واحد للقلق بل هناك أسباب كثيرة مترابطة تزيد كلها من خطر المعاناة، ومن أهم هذه الأسباب: الدائرة المفرغة للسلوك المكتسب، فإن القلق في جوهره هو سلوك مكتسب، وآلية للتأقلم، فإذا اكتسبت هذا السلوك، فاحذر منه، وأنت تستطيع أن تقلع منه كما اكتسبته.
ويرجع الكاتب أسباب القلق، إلى أسلوب الحياة الملئ بالتوتر، فأي ضغوط طاحنة يمكن أن تؤثر فيك تأثيرًا سلبيًا، وأيضًا "الجينات"، ولكن وراثة "جينات القلق" لا تعني إنك ستعاني من القلق ولكنها تعني فقط أنك أكثر عرضة له.
كما إن إساءة المعاملة والصدمة، وسوء الصحة الجسدية، والاستغراق في الماضي أو القلق من المستقبل، والبيئة المحيطة التي نتأثر بها.
كيف تحافظ على هدوئك وتماسكك؟
يبدأ نك ترينتون، في إيجاد الحلول لمواجهة "القلق" من خلال عدة أمور، أولها تنظيم العواطف، مع تحذيره من عدم "كبت العواطف" لافتًا: ينبغي أن تسمح لنفسك بأن تحس بأسوأ مشاعرك، حتى تستطيع أن تتحرر منها.. فإن الشخص البارع في تنظيم العواطف ليس الذي يشعر بقدر بسيط أو أقل حدة من العواطف بل الذي يتحكم في عواطفه بدلًا من أن تتحكم فيه.
كما ينصح الكاتب بوضع إطارًا تنظيميًا للتحكم في عواطفك، قائلًا: سأطلب منك أن تتنفس بعمق، وتتأكد من أنك تتصرف عندما يرتفع معدل ضربات قلبك، وتترك أكبر زمن ممكن بين المثير الخارجي واستجابتك، وتستمر في توجيه السؤال لنفسك: لماذا أشعر هكذا؟
ومن الخطوات التي يركز عليها الكتاب هي "تحويل محور تركيزك"، فيقول الكاتب: عندما تعجز عن تجنب موقف أو تعديله، تستطيع دائمًا أن تغير محور انتباهك، فإذا أغضبك شئ ما، ركز انتباهك على نحو آخر... ركز على تحسين نفسك والوصول إلى أهدافك بدلًا من التركيز على هزيمة شخص آخر.
وأكده نك ترينتون: لست مجبرًا على منافسة شخص آخر غير نفسك، وأيًا كانت الأفكار السلبية التي تستولي على انتباهك، حولها إلى إيجابية وانظر إلى الجانب المضئ وحاول أن تشعر بالامتنان للأشياء الموجودة لديك ولا يملكها الآخرون.
