رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الممنوعات» تسقط.. أسلحة غربية قد تضمن تفوقًا أوكرانيًا على روسيا

مقاتلت اف 16 الأمريكية
مقاتلت اف 16 الأمريكية

أثار سماح الولايات المتحدة وحلفاؤها لأوكرانيا بضرب روسيا بأسلحة غربية الجدل حول فاعلية ذلك في هزيمة موسكو، رغم تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد على مثل هذه الخطوة.

وأعطى معظم القادة الغربيين لأوكرانيا الإذن باستخدام أسلحة متطورة بعيدة المدى قدموها لضرب أهداف في روسيا، تلبية لطلب طلبته كييف قبل أسابيع.

معركة خاركيف تجبر الدول الغربية على زيادة تسليح أوكرانيا

وبحسب تقرير لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي"، في نسختها الإنجليزية، كانت الدول الغربية تقيد استخدام أسلحتها على الأهداف العسكرية الواقعة داخل أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والأراضي المحتلة، فقد كانت الدول الغربية خائفة من أن مهاجمة أهداف عبر الحدود المعترف بها دوليًا بأسلحة تقدمها دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد الصراع.

لكن التقدم الروسي الأخير في منطقة خاركيف الشمالية الشرقية أقنع حلفاء كييف بأن أوكرانيا من أجل الدفاع عن نفسها، يجب أن تكون قادرة على تدمير الأهداف العسكرية على الجانب الآخر من الحدود أيضًا داخل روسيا.

وقد نجحت روسيا مايو الماضي، في شن هجوم بري ضخم في خاركيف، وفتحت جبهة جديدة واستولت على عدة قرى، لهذا شكل التقدم الروسي تهديدًا خطيرًا لخاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، والتي تبعد 30 كيلومترًا فقط عن الحدود.

واعتبرت الشبكة البريطانية أن الحظر المفروض على استخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف خارج أوكرانيا مكن القوات الروسية من الاستعداد لهذه العملية في بيئة آمنة.

في أعقاب الضغوط المتزايدة من أوكرانيا ودول أوروبية أخرى، وافقت الولايات المتحدة على تغيير سياستها والسماح لكييف بضرب روسيا بأسلحة غربية، رغم أنه قبل أيام هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوسيع "المناطق الصحية" في حالة استخدام أسلحة غربية بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية.

أبرز الأسلحة الغربية المسموح لها بضرب روسيا

وحذر بوتين الغرب بشدة مؤكدًا أن دول الناتو في أوروبا يجب أن تتذكر أن لديها "دولًا ذات أراضٍ صغيرة وكثافة سكانية"، ولهذا يجب أن يأخذوا هذا العامل في الاعتبار قبل مناقشة الضربات في عمق الأراضي الروسية.

واعتبرت "بي بي سي" أن تجنب التصعيد ربما كان السبب وراء عدم قيام الولايات المتحدة بتضمين أسلحة بعيدة المدى مثل صواريخ ATACMS "أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش" في ضرب روسيا، حيث يبلغ مدى هذه الصواريخ 300 كيلومتر ويمكن استخدامها لضرب القواعد العسكرية والمطارات في عمق الأراضي الروسية.

وكشف التقرير عن أنه رغم الموافقة الغربية لأوكرانيا لكن سيسمح لها فقط بالتركيز على الأهداف القريبة من حدودها، لكن هذا لا يزال تحولًا كبيرًا في السياسة من قبل حلفاء كييف الرئيسيين.

ووفق التقرير أنه حتى مع مدى أقصر من ذلك- حوالي 70 كيلومترًا- يمكن لقاذفات الصواريخ المتعددة مثل هيمارس الأمريكية HIMARS  تعطيل العمليات اللوجستية الروسية وحركة القوات بشكل كبير، مما سيؤدي في النهاية إلى إبطاء أي خطط هجومية.

ولهذا يمكن لأوكرانيا ضرب الأماكن التي ركز فيها الجيش الروسي قواته ومعداته ومرافق تخزين الإمدادات التي تستخدم لمهاجمة أوكرانيا، بحسب يوري بوفخ من مجموعة خاركيف التكتيكية التي تنسق العمليات العسكرية في الشمال الشرقي.

هل تنجح الأسلحة الغربية في الوصول لعمق روسيا

فيما أكد معهد دراسة الحرب من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية وجود "أنشطة موسعة في المستودعات والمخازن" في خاركيف، لذا فإن القدرة على استهداف تلك المرافق من شأنها أن تعزز بشكل جدي قدرة القوات الأوكرانية على صد الهجمات الجديدة في المنطقة.

ومع ذلك، من غير المرجح أن يساعد رفع الحظر على الأسلحة الغربية في حماية أوكرانيا من القنابل الانزلاقية الروسية المعروفة محليًا باسم "KAB"، حيث تتميز بتأثير مدمر وتستخدم بانتظام لقصف خاركيف وغيرها من المدن الحدودية ولكن لوقف مثل هذه الهجمات، يجب على القوات الأوكرانية استهداف الطائرات التي تسقط تلك القنابل القاتلة.

ويعتبر السلاح الوحيد القادر على اعتراض تلك الطائرات التي تحت تصرف أوكرانيا في هذه اللحظة هو نظام الدفاع الجوي الأمريكي باتريوت ومع ذلك، فإن تقريب هذا السلاح من خاركيف يشكل مخاطرة كبيرة ويمكن لطائرات التجسس بدون طيار اكتشافها بسرعة ويمكن لموسكو إطلاق صواريخ مثل إسكندر لتدمير هذا النظام الباهظ الثمن.

ومن المثير للاهتمام أن المملكة المتحدة وفرنسا، اللتين تزودان أوكرانيا بصواريخ ستورم شادو/سكالب التي يتم إطلاقها من الجو، والتي يتم تصنيعها بشكل مشترك في فرنسا، لم تقيدا صراحة استخدام هذه الصواريخ، ويمكن أن يصل مداها إلى 250 كيلومترًا، ولهذا يمكن لأوكرانيا الآن ضرب المطارات في منطقتي كورسك وبيلغورود المتاخمتين لأوكرانيا.

ورغم هذا ستكون العمليات محدودة من حيث الإنجاز، حيث سيتعين على طائرات سو-24 الأوكرانية المجهزة بهذه الصواريخ المجنحة أن تقترب من الحدود الروسية من أجل إطلاقها، مما يجعلها عرضة لأنظمة الدفاع الجوي الروسية، لكن طائرات إف-16 الأمريكية التي من المتوقع أن تصل بحلول نهاية هذا العام مجهزة بشكل أفضل لمثل هذه المهام، إلا أن الرئيس زيلينسكي يعترف بأنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان شركاء أوكرانيا سيسمحون باستخدام هذه الطائرات لمهاجمة أهداف في روسيا.