رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تصعيد الحرب.. سماح الغرب لأوكرانيا بضرب عمق روسيا يهدد بأزمة جديدة

أوكرانيا
أوكرانيا

أكد خبراء ومحللون عسكريون أن سماح العديد من الدول الغربية لأوكرانيا باستخدام أسلحتها في استهداف مناطق داخل روسيا سيغير من معادلات المواجهة، خاصة وأنه طوال فترة الحرب كان محظورًا على كييف ضرب العمق الروسي بأسلحة غربية.

 

ويعتقد الخبراء العسكريون أن السياسة الأمريكية التي تحظر على أوكرانيا استخدام الأسلحة الأمريكية لمهاجمة أهداف داخل روسيا، ستمنح الأخيرة ميزة مهمة، بينما تطور هجومها في منطقة خاركيف الشمالية.

معركة خاركيف تغير معادلة الحرب الروسية الأوكرانية

ووفقا لتقرير بقلم كريستوفر موريس نشرته مجلة الدفاع البريطانية، السبت، فإن القدرة على استخدام الأسلحة القوية بعيدة المدى التي يوفرها حلفاء أوكرانيا الغربيون من شأنها أن تسمح لها بضرب أهداف عبر الحدود في روسيا، وهذا من شأنه أن يساعد المخططين العسكريين في كييف على تشكيل ساحة المعركة الأوسع لصالحهم.

 

ويرى موريس أن الوضع الحالي، تستطيع روسيا حشد القوات والإمدادات في أمان نسبي لأن بنيتها التحتية الرئيسية، مثل القواعد الجوية ومستودعات الإمدادات، تقع عبر الحدود مباشرةً.

 

ولطالما كانت واشنطن مصرة على أنه لا ينبغي لأوكرانيا أن تستخدم أسلحتها لاستهداف روسيا. لكن هناك تقارير تفيد بأن وزارة الخارجية تضغط من أجل التغيير في ضوء الهجوم الجديد في منطقة خاركيف. 

 

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز السبت، نقلا عن مسئولين أمريكيين، أن واشنطن بالفعل رفعت جزئيًا قيودا مماثلة للسماح لأوكرانيا بالدفاع عن منطقة خاركيف الشرقية المتاخمة لروسيا، مرجعين التغير في تفكير واشنطن إلى القصف الروسي اليومي لخاركيف، ثاني أكبر مدينة بأوكرانيا.

وأشارت تقارير أخرى إلى أنه في حال تمت الموافقة على استخدام أنظمة الأسلحة الأمريكية ضد أهداف في روسيا، فإن الداخل الروسي لن يكون آمنًا بعد الآن. والأهم من ذلك، أنه قد يجبر موسكو على سحب الدفاع الجوي الروسي وطائرات الهجوم بعيدًا عن الخطوط الأمامية للدفاع عن البنية التحتية الحيوية.

 

وأعطى العديد من حلفاء أوكرانيا الضوء الأخضر لكييف لاستخدام أنظمة الأسلحة الخاصة بهم داخل الأراضي الروسية. ومؤخرًا، قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون أثناء زيارة إلى كييف إن أوكرانيا "لها الحق المطلق في الرد على روسيا". كما ألمحت فرنسا إلى استعدادها لأن تحذو حذوها.

 

وشنت أوكرانيا بالفعل ضربات في عمق روسيا باستخدام أسلحتها الخاصة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار الأساسية، والتي أعاقت بشكل كبير إنتاج الوقود الروسي وحتى استهدفت موسكو. ومع ذلك، فإن التوسع المحتمل في كيفية استخدام هذه المساعدات، بما في ذلك ضرب أهداف داخل روسيا، يثير العديد من الاعتبارات المهمة، على رأسها احتمالية التصعيد لحرب أوسع.

ضرب الأسلحة الغربية الأراضي الروسية يهدد بتداعيات جيوسياسية كبيرة

ووفقًا لـ"موريس" فإن استخدام الأسلحة الغربية لضرب الأراضي الروسية ستكون له آثار جيوسياسية كبيرة، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة التوترات بين روسيا ودول الناتو الموردة الأسلحة. 

 

ويشكل خطر التصعيد، بما في ذلك احتمال قيام روسيا بالانتقام من أعضاء حلف شمال الأطلسي، مصدر قلق بالغا، وخاصة في ضوء استخدام فلاديمير بوتن المتكرر للتهديدات النووية بهدف تأجيج المخاوف الغربية.

 

والتهديدات النووية التي يفرضها الكرملين، رغم أنها تعتبر تهديدًا في كثير من الأحيان، إلا أنه لا يمكن رفضها بالكامل، وخاصة إذا اختاروا أن ينظروا إلى الهجمات المباشرة على وطنهم باعتبارها تهديدًا وجوديًا. وتسمح العقيدة العسكرية الروسية باستخدام الأسلحة النووية إذا كان الأمر كذلك.

 

في هذا الإطار، جددت إيطاليا وهى مؤسس في حلف الناتو معارضتها لاستخدام أوكرانيا أسلحة إيطالية داخل روسيا، وحذرت من وضع "دقيق" يجب فيه تجنب التحركات التي وصفتها بـ"المتهورة".

 

وقال أنطونيو تاياني خلال اجتماع في رابالو بشمال غرب إيطاليا: "إنها لحظة حساسة للغاية، ويجب ألا نتخذ خطوات كاذبة" ويجب أن نتجنب "الخطوات والتصريحات المتهورة".

 

وأضاف أنه "حتى الولايات المتحدة لم تسمح بالاستخدام العشوائي لأسلحتها ضد روسيا، ولكن فقط لضرب قاعدة تنطلق منها الطائرات بدون طيار. وهم أيضًا حذرون للغاية".

 

وتابع: أن إيطاليا سترسل حزمة أخرى من المساعدات إلى أوكرانيا في غضون "أسابيع". لكنه كرر قائلا: "لن نرسل ولو جنديا إيطاليا واحدا للقتال في أوكرانيا لأننا لسنا في حالة حرب مع روسيا"، بحسب ما نقلته وكالة "إيه جي آي".

 

وقالت ألمانيا، الجمعة، إنها منحت أوكرانيا الإذن بإطلاق أسلحة قدمتها ألمانيا على أهداف في روسيا.

 

وقال مسئولون أوكرانيون، اليوم السبت، إن روسيا أطلقت ما مجموعه 100 صاروخ وطائرة بدون طيار على أوكرانيا خلال الليل، في هجوم استهدف مواقع للطاقة في جميع أنحاء البلاد.