دراسة بحثية جديدة.. كيف تؤدي العزلة الاجتماعية إلى مشاكل مميتة في القلب؟
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن دراسة جديدة تفيد بأن الشعور بالوحدة يؤدي الى مشاكل قلبية، وتكشف عن كيفية تأثير العزلة الاجتماعية على الصحة والرفاهية.
في مقابلة مع HT Lifestyle، قال الدكتور براشانت باوار، استشاري أمراض القلب التداخلية في مستشفى فورتيس : “من المعترف به عمومًا أن الوحدة هي عامل خطر كبير للمرض والوفاة المبكرة؛ وفقًا لبعض التقديرات، فإن عدم وجود علاقات اجتماعية قد يزيد من فرص الوفاة بنسبة تصل إلى 50٪. لإن معدل الشعور بالوحدة مثير للقلق، ففي عام 2023، أبلغ ما يقرب من ثلث كبار السن في الولايات المتحدة عن شعورهم بالوحدة وبالكشف عليهم أدى ذلك إلى مشاكل في القلب، وفقًا لأبحاث منظمة الصحة العالمية".
وأوضح أن “الوحدة هي رد فعل عاطفي للعزلة الاجتماعية؛ يتم تعريفه على أنه الفرق بين العلاقات الاجتماعية المقصودة والفعلية للفرد، وبناءً على ذلك، يُعتقد أن جودة الاتصال، وليس الكمية، لها تأثير أكبر على الشعور بالوحدة، حيث تظهر الأبحاث التي أجرتها الجمعية الأوروبية لأمراض القلب (EuroHeartCare 2023) أن الوحدة تضر بالقلب ومؤشر قوي للوفاة المبكرة، واكتشفت الدراسة أن عيش الفرد بمفرده، بالنسبة لكل من الرجال والنساء، لم يكن مؤشرا قويا على النتائج السلبية مثل الشعور بالوحدة".
وكشف الدكتور براشانت باوار، مسلطًا الضوء على أن البالغين المنعزلين اجتماعيًا أو الوحيدين، كثيرًا ما يعانون من الإجهاد المزمن، قائلاً: "بسبب التحولات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية، فإن عددًا متزايدًا من الأشخاص في المجتمع المعاصر معرضون للوحدة، بسبب زيادة طول العمر، تضاعف عدد السكان الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا وما فوق ثلاث مرات منذ عام 1950، و إن انخفاض التفاعلات الاجتماعية، والعيش بمفردهم لفترات طويلة من الزمن، وارتفاع وتيرة الشعور بالوحدة، كلها أمور مرتبطة بالتقدم في السن، ومع ذلك، يمكن أن تحدث الوحدة في أي مرحلة من مراحل الحياة وليست مجرد نتيجة للخسائر المرتبطة بالشيخوخة".
ووفقا له، فإن عدد منازل الأسرة الواحدة، وتأخر الزواج، والأسر ذات الدخل المزدوج، كلها ساهمت في زيادة انتشار الشعور بالوحدة، وأشار الدكتور براشانت باوار إلى أن "الإنترنت غير بشكل جذري الطريقة التي يتواصل بها الناس ويعيشون بها، ويشعر المزيد من الناس بالعزلة الاجتماعية على الرغم من زيادة إمكانية الوصول إلى الوسائط الرقمية، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون في الواقع ضارًا برفاهية الفرد بدلاً من تحسينها".
وكشف قائلاً: "بغض النظر عن نوع مرض القلب، فإن الشعور بالوحدة كان مرتبطًا بنتائج أسوأ لدى جميع المرضى، حتى بعد التحكم في مؤشر كتلة الجسم (BMI)، والعمر، ومستوى التعليم، والتدخين، وغيرها من الحالات.
وبالنسبة لكل من الرجال والنساء، ارتبطت الوحدة بمضاعفة خطر الوفاة تقريبًا تبين أن الأفراد الذين عانوا من الوحدة، بغض النظر عن الجنس، لديهم نوعية حياة أسوأ بكثير وكانوا أكثر عرضة ثلاث مرات للتعبير عن مشاعر القلق واليأس.
وأوضح الدكتور براشانت باوار أن السلوكيات المحفوفة بالمخاطر الصحية مثل التدخين، وعدم كفاية النوم، والخمول البدني ترتبط بالعزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة، بالإضافة إلى ذلك، فإن اليأس والقلق والمرض والانعزال الاجتماعي كلها مرتبطة بالوحدة.
بالنسبة لكل من الرجال والنساء، تعد الوحدة مؤشرًا أعلى بكثير للوفاة المبكرة، وضعف الصحة العقلية، وانخفاض جودة الحياة لدى المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بالعيش بمفردهم.
واختتم: "بحسب الإرشادات الأوروبية بشأن الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، فإن أولئك الذين يعانون من العزلة الاجتماعية أو الانفصال هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الشريان التاجي والوفاة منه قبل أوانهم".
ووفقا للمبادئ التوجيهية، يجب على الأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض القلب والأوعية الدموية أو الذين هم في خطر كبير للإصابة بها، تقييم عوامل الخطر النفسية لديهم".