عاجل| تدعم استقرار الشرق الأوسط.. تهديد مصر بإلغاء اتفاقية السلام يضع إسرائيل بمأزق
أكدت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أن معاهدة كامب ديفيد للسلام التي أبرمتها إسرائيل مع مصر منذ 45 عامًا، كانت بمثابة مصدر مهم للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، وصمدت هذه الاتفاقية بالرغم من السلام البارد بين البلدين، أمام انتفاضتين فلسطينيتين وسلسلة من الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة، بل وساهمت في تهدئة هذه التوترات، باعتبار مصر وسيط أساسي بين الفلسطينيين والإسرائيلييين، واليوم يخاطر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإثارة غضب مصر وبالتالي تعليق اتفاقية السلام.
كامب ديفيد معرضة للخطر بسبب رفح
وأفادت الوكالة، أن مصر هددت إسرائيل بشكل صريح بأن أي غزو بري لرفح من شأنه تعطيل اتفاقية السلام، وبالتالي تهديد استقرار المنطقة بالكامل.
وتابعت أن هذه الاتفاقية جاءت بعد أن خاضت مصر وإسرائيل أربع حروب كبرى، كان آخرها في عام 1973 والتي تسمى حرب يوم الغفران أو حرب 6 أكتوبر التي نجحت فيها مصر باستعادة السيطرة على كامل أراضيها، وقرر بعدها الزعيم المصري الراحل محمد أنور السادات حقن الدماء والتعامل مع إسرائيل بشكل مختلف ودبلوماسي، وتم إبرام معاهدة السلام في كامب ديفيد في سبتمبر من عام 1978.
وبموجب معاهدة السلام، وافقت إسرائيل على الانسحاب من سيناء، وأقامت الدولتان علاقات دبلوماسية كاملة في أول اتفاقية سلام تبرمها إسرائيل مع دولة عربية، ولكن دون أي تطبيع شعبي.
وتابعت الوكالة، أن هذه المعاهدة أصحبت على المحك حيث أعربت مصر عن غضبها الكبير من الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، حيث قال مسؤولان مصريان ودبلوماسي غربي لوكالة أسوشيتد برس يوم الأحد إن مصر قد تعلق معاهدة السلام إذا غزت القوات الإسرائيلية رفح.
ويقول نتنياهو إن رفح هي المعقل الأخير المتبقي لحماس بعد أكثر من أربعة أشهر من الحرب، وإن إرسال قوات برية ضروري لهزيمة الحركة.
وتابعت الوكالة، أن مصر تعارض أي خطوة من شأنها أن تدفع الفلسطينيين اليائسين إلى الفرار عبر الحدود إلى أراضيها، أو تزيد من مأساتهم الإنسانية، حيث تعتبر معبر رفح أيضًا نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى المنطقة المحاصرة، وقد يؤدي أي هجوم إسرائيلي إلى خنق توصيل الإمدادات الرئيسية.
وتضخم عدد سكان رفح من 280 ألف نسمة إلى ما يقدر بنحو 1.4 مليون نسمة مع فرار الفلسطينيين من القتال في أماكن أخرى في غزة، ويعيش مئات الآلاف من هؤلاء الذين تم إجلاؤهم في مخيمات مترامية الأطراف.
مخاطر كبرى من إثارة إسرائيل غضب مصر
وأكدت الوكالة الأمريكية أن هذه المعاهدة تحافظ على الهدوء على جانبي الحدود بين مصر وإسرائيل، في ظل اشتعال الجبهات الأخرى بالنسبة لإسرائيل، فبخلاف الحرب في غزة، تخوض إسرائيل مناوشات شبه يومية مع جماعة حزب الله المسلحة في لبنان بينما تنتشر قواتها الأمنية بكثافة في الضفة الغربية المحتلة.
وتابعت أنه إذا قامت مصر بإلغاء الاتفاقية، فقد يعني ذلك أن إسرائيل لم تعد قادرة على الاعتماد على حدودها الجنوبية كواحة للهدوء، ولا شك أن تعزيز القوات على طول حدودها مع مصر سيشكل تحديًا للجيش الإسرائيلي المرهق بالفعل.
وأضافت أن مصر تشكل حجر الميزان لاستقرار الشرق الأوسط، وإثارة غضبها من شأنها إثارة غضب باقي الدول العربية، لذا يتعين على نتنياهو تجنب الوقوع في المزيد من الأخطاء في الشرق الأوسط.