رسم طبيبه النفسي وكنيسة قريته.. جولة بين اللوحات الأخيرة لفان جوخ قبل رحيله
يقدم معرض متحفي متنقل أشهر أعمال الفنان خوج الأخيرة، تحت عنوان "فان جوخ في أوفير سور واز: الأشهر الأخيرة"، ينظمه متحف دورسيه في باريس.
ويضم المعرض من 40 لوحة وما يقرب من 20 رسمة للفنان، ويقدم نظرة موضوعية على ممارساته خلال الأشهر الأخيرة من حياته، بما في ذلك المناظر الطبيعية واللوحات الشخصية، بالإضافة إلى قسم وثائقي مخصص يضيء على بعض أعمال والفترة الأخيرة في حياة فان جوخ.
ويستمر هذا المعرض في متحف دورسيه حتى الرابع من فبراير، وبالحديث عن حياة فان جوخ.
لهذا نقدم لكم في السطور التالية جولة في أعمال ولوحات فان جوخ الأخيرة من عام 1890
قليل من الفنانين عبر التاريخ استحوذوا على عقول وخيال الملايين من الناس، مثلما فعل الرسام الهولندي "فنسنت فان جوخ" الذي أنتج على مدار حياته المهنية القصيرة نسبيًا- حوالي عقد من الزمن- أكثر من 900 لوحة، بعضها الأكثر شهرة في تاريخ الفن الغربي، ومن أشهر هذه اللوحات "مزهرية مع خمسة عشر زهرة عباد الشمس" (1888)، إلى لوحة "الليلة المرصعة بالنجوم" 1889.
بالإضافة إنتاجه الكبير في الفن التشكيلي، يُنظر إلى فان جوخ أيضًا على أنه الفنان المُعذب، حيث كان يعاني باستمرار من صحته العقلية طوال حياته.
وقد أمضى الفنان عامًا واحدًا في مستشفى للأمراض النفسية في سان ريمي دو بروفانس، قبل أن ينتقل خارج باريس إلى أوفير سور واز بفرنسا في 20 مايو 1890، وقد وأقام هناك حتى وفاته بعد بضعة أشهر فقط.
وتميزت أعمال فان جوخ في هذه الفترة من حياته المهنية بأسلوبها الإبداعي، حيث أنتج 73 لوحة و33 رسمة، بما في ذلك الروائع المشهورة لوحة الدكتور بول جاشيت، ولوحة الكنيسة في أوفير سور واز، ولوحة ويتفيلد مع الغربان.
لوحة الدكتور بول جاشيت
وقد رسم فان جوخ للدكتور غاشيت طبيبه الخاص، وهذه اللوحة بيعت في دار كريستي للمزادات عام 1990، بمبلغ 82.5 مليون دولار، وهو أعلى سعر لأي لوحة في مزاد، وكان المشتري رجل أعمال يابانيًا، والذي قال لاحقًا إنه سيحرق اللوحة، لكن هذا لم يحدث عندما مات، وعادت لوحة فان جوخ بهدوء إلى أوروبا.
لوحة أديلين رافوكس
في مايو 1890، غادر فان جوخ الجنوب واستقر في أوفير سور واز، وهي بلدة صغيرة شمال باريس، حيث استأجر غرفة في بيت آرثر رافوكس، وتصور هذه اللوة، التي اكتملت خلال الأشهر الأخيرة من حياة الفنان، ابنة رافوكس، أديلين، البالغة من العمر 13 عامًا.
منظر طبيعي عند الشفق
رسم فان جوخ هذا المشهد الليلي في الحقول القريبة من أوفير، ويرسم في اللوحة فروع المتشابكة لأشجار الكمثرى بسلسلة من ضربات الفرشاة السوداء، وهذا يعزز التباين بين الأشجار الداكنة والسماء الزاهية.
وتبدو اللوحة أشبه بالمنظر البانورامي نظرًا لتنسيقه، ومنذ يونيو 1890، أنتج فان جوخ ما مجموعه ثلاثة عشر عملًا بهذا الحجم (50 × 100).
لوحة كنيسة أوفير سور واز
بعد إقامته في جنوب فرنسا، في آرل ثم في مستشفى سان ريمي دي بروفانس للأمراض النفسية، استقر فينسنت فان جوخ في أوفير سور واز، وهي قرية بالقرب من باريس، حيث شجعه شقيقه ثيو، الذي كان قلقًا على صحته، على مقابلة دكتور جاشيت، الذي وافق على الاعتناء به، خلال الشهرين الماضيين بين وصوله إلى أوفير في 21 مايو 1890 ووفاته في 29 يوليو، أنتج الفنان حوالي لوحات ورسومات عديدة، وهذه اللوحة هي اللوحة الوحيدة التي أهداها فنسنت فان جوخ لكنيسة أوفير، وهذه الكنيسة، التي بنيت في القرن الثالث عشر على الطراز القوطي، وتحيط بها كنيستان صغيرتان على الطراز الروماني، أصبحت، تحت فرشاة الفنان، نصبًا تذكاريًا متوهجًا يبدو مستعدًا للتفكك تحت ضغط الأرض والمسارين اللذين يمران عبرها.