هبة شريف: الفن التشكيلي يساعد الكثير من مرضى الاكتئاب في التعافي
قالت الدكتورة هبه شريف، إن الكاتب كان يعيش بمفرده، وكان الدعم يأتي من أصدقاءه، الذين قرروا إيداعه بالمصحة النفسية.
وأشارت هبة شريف، خلال مناقشة كتاب "العالم في ظهري" بمعهد جوته بالقاهرة، إلى أن الكاتب ذكر أنه كمريض اكتئاب كان يرى أنه يشكل ضغط على من حوله، فاتخذ قرار دخول المصحة لأجل إلحاح أصدقاءه وليس من قرارة نفسه.
وأوضحت هبة شريف أهمية الفن وتأثيره على مرضى الاكتئاب وثنائي القطب، قائلة: "أعرف ناس يمارسون الفن خاصة في الفن التشكيلي، وهو ما يساعدهم في التعافي من المرض، وفي كتاب "العالم في ظهري" من المدهش أن الكاتب يستطيع التعبير بشكل جيد جدا عما يمر به، وممارسة الكتابو تعد جزء من التعافي، فيسرد الكاتب الكثير من المواقف سواء المحرجة أو شجاره المستمر مع البعض بسبب مرضع، وهذا الجزء ربما يكون "علاج بالصدمة وطبطبة على نفسه".
وناقش جمهور الملتقى، فكرة لصق وارتباط المعاناة بالإبداع، فردت الكاتبة هبه شريف، قائلة: أنا لا اتفق أنه الإبداع ابن المعاناة، لأن الجميع يعاني مشيرا إلى أن المبدع يكون يكون مبدعا ف كافة حالاته.
وذكرت المترجمة هبة شريف، قول للكاتب بيونج شانج هان، في كتابه بعنوان "المجتمع الملطف"، يوضح إن "الألم مهم للبشرية"، فيرى إن البشرية تتقدم عن طريق الألم، غير ما يروجه الكثيرين أن السعادة هي سبيل الحياة.عن رواية العالم في ظهري.
وهذه ليست رواية، ولا قصة، إنها أشبه بالاعترافات أو بتشخيص ذاتي للمرض، ليس من أجل أن يغفر أحد للكاتب ما قام به من تصرفات فقط، لأنه مريض ندم عليها فيما بعد.
ولا يريد الكاتب أن يجعل المرض سببًا لكل تصرفاته، ولكنه يريد أن يكشف عن أدق مكنون نفسه الممزقة، أن يظهر لنا العالم من وجهة نظره، فنرى من خلال عينيه كم هو مرعب وغير محتمل.
ينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام، يعرض كل قسم نوبة من نوبات الهوس الاكتئابي أو نوبة من نوبات الشخصية ثنائية القطب. يظهر أمامنا في وضوح مؤلم كم الأوهام التي تسيطر على المريض، وكم الشعور بأنه ملاحق من الجميع، وكيف أن يشعر بشكل دائم أنه ضحية لمؤامرة ما.
ويعرض لنا الكتاب كيف يمشي المريض في الشوارع وهو يرى في كل شيء إشارة أو علامة، يرى في تصرفات الناس البسيطة تآمرًا أو سخرية أو عدوانية، ويفترض دائمًا أنه محور الشائعات والحديث. إنه عالم مخيف ذلك الذي يراه المريض بالهوس الاكتئابي، لنسأل أنفسنا ونحن نقرأ الكتاب كيف يستطيع تحمله: فالمصحة التي يدخلها يراها سجنًا، والأدوية التي يتناولها تثبط من نشاطه وتصيبه بالبلادة، ولكن بدونها يتصرف تصرفات يندم عليها فيما بعد أو يخجل منها.
ويصور الكاتب كيف دمر سمعته بتصرفاته المجنونة النابعة من المرض، وكيف أنه في كل قراءة أدبية أو مسرحية أو احتفال أو تسلم جائزة ما، يقوم بفعل جنوني، يستعدي الناس أو يبعدهم عنه.