أشباح وخرائط وهمية وحشد عسكرى تاريخى.. ماذا حدث فى حرب غزة؟
بدأت العملية البرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة بعد ثلاثة أسابيع من العدوان الجوي والتحضيرات التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي من أجل شن الغزو البري، ولكن يبدو أن كافة الجهود الإسرائيلية باءت بالفشل، حيث تم حشد أكثر من 100 ألف جندي حول قطاع غزة الذي تبلغ مساحته الإجمالية حوالي 360 كيلومترا مربعا، ورغم الحشد العسكري التاريخي لإسرائيل والخرائط الوهمية للسيطرة على غزة كان لأشباح الفصائل الفلسطينية رأي آخر في هذه الحرب.
حشد إسرائيل تاريخى لحرب غزة.. ماذا حدث؟
وأفادت مجلة "ذا كريدل" الهندية، أن معظم هذه القوات ينتمي إلى القوات النظامية، وقد استدعت إسرائيل 300 ألف جندي وضابط احتياطي إضافي - وهو عدد أكبر من عدد جنود الاحتياط الذين استدعتهم روسيا للقتال على جبهة يبلغ طولها 1500 كيلومتر، ففي شمال غزة، نشرت إسرائيل حتى الآن ألويتها وكتائبها القتالية النظامية (غير الاحتياطية): لواء جولاني، لواء ناحال، لواء جفعاتي، المظليين، قوة العمليات الخاصة "شييطت 13"، وحدة عمليات الأركان الخاصة (سايرت متكال)، وكافة القوات النظامية التي استطاع جيش الاحتلال حشدها، انتشرت بكامل طاقتها في قطاع غزة منذ بداية الأسبوع الرابع من الحرب.
وتابعت أنه بالإضافة إلى ذلك، حشدت إسرائيل نصف مخزونها من المدفعية، ونصف قوتها الجوية، وألف مركبة مدرعة، بما في ذلك الدبابات وناقلات الجنود.
وأضافت أن تقديرات المقاومة الفلسطينية تشير إلى أن إجمالي عدد القوات النظامية والاحتياطية المنتشرة على حدود قطاع غزة وداخله، يفوق عدد القوات الإسرائيلية التي شاركت في حرب 1973 أمام الجيشين المصري والسوري.
وأشارت المجلة إلى أنه في هذه الحرب، لم يحاول الإسرائيليون اختراق غزة من "المحاور التقليدية"، أي من الشرق باتجاه حي الشجاعية في مدينة غزة، حيث بدأ التوغل في وسط القطاع، في المنطقة المسماة وادي غزة ذات الكثافة السكانية والحضرية المنخفضة، ظنًا من الاحتلال بأن قدرة المقاومة على مواجهتهم في المناطق منخفضة الكثافة السكانية منخفضة، وتمكن بالفعل جيش الاحتلال من دخول هذه المنطقة وفصل الشمال عن الجنوب، ولكن يبدو أن الأمر بالكامل كان فخًا.
وتابعت أن المحور الآخر والأساسي للتوغل للتقدم هو في غرب غزة، على طول الخط الساحلي للقطاع الشمالي، حيث تقدمت الدبابات الإسرائيلية من الشمال والوسط، على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، لتتوغل حتى مستشفى الشفاء ومراكز حكومية أخرى، مثل مبنى المجلس التشريعي.
وأضافت أن إسرائيل اعتقدت خطأ أيضًا أنه على طول الشريط الساحلي لن تواجهها أي مقاومة دفاعية بسبب طبيعة الأرض وقلة السكان ولكن تبين فيما بعد أن العقدة الأساسية التي واجهت الاحتلال خلال التوغل البري هي مخيم الشاطئ الذي لم يتمكن جيش الاحتلال من دخوله بسبب شراسة المقاومة هناك.
اعتراف إسرائيلي بالهزيمة
وأكدت المجلة أن تل أبيب اعترفت بالهزيمة ومقتل أكثر من 70 جنديًا وضابطًا، وإصابة مئات آخرين، وتؤكد مصادر المقاومة الفلسطينية أن المواجهة الفعلية مع قوات الاحتلال لم تبدأ إلا بعد دخولها مجمع الشفاء الطبي.
وتابعت أنه وفقًا للفصائل الفلسطينية، فقد تم تدمير أكثر من 300 مدرعة إسرائيلية تم إخراج بعضها من القطاع، بينما تم الاحتفاظ بالبعض الآخر في الميدان لإعادة استخدامه، وتؤكد المصادر الإسرائيلية أن عدد الخسائر في صفوف القوات الإسرائيلية، من قتلى وجرحى، أكبر بكثير مما أعلنته تل أبيب.
وأضافت أنه قبل الهدنة بساعات قليلة، كان جيش الاحتلال قد استنفد قدرته على المناورة على الأرض، بعد أن نشر غالبية قواته القتالية النظامية في المحورين الشمالي والغربي.
وتابعت أنه خلال فترة الهدنة إذا ما رغبت إسرائيل في استكمال العملية العسكرية عليها البحث عن حلول مبتكرة إذا سعت إلى التقدم نحو المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في شمال غزة، مثل مخيم جباليا للاجئين، وحي الزيتون والشجاعية، ومخيم الشاطئ، وغيرها من الأماكن الحيوية، لقد فشل الإسرائيليون في اختراق هذه المناطق حتى الآن واقتصر الأمر على قصفها جويًا فقط.
وأضافت أن السبب الرئيسي وراء موافقة إسرائيل على الهدنة هو فشل توغلها البري وزيادة الخسائر في صفوف الجيش وعدم تحقيقها أي إنجاز يذكر من العملية العسكرية.
خرائط الاحتلال الوهمية وأشباح المقاومة الفلسطينية
وأوضحت المجلة الهندية أن كافة الخرائط التي تنشرها إسرائيل بشأن انتشارها في قطاع غزة هي خرائط وهمية لا صحة لها، لأنها لا تعكس الواقع على الأرض، فالفصائل الفلسطينية لا تمتلك مدرعات أو تشكيلات عسكرية كما هو الحال في مناطق النزاع الأخرى في العالم، وإنما تختفي تحت الأرض ويظهرون فجأة ويختفون فجأة مثل الأشباح.
وتابعت أن جنود وضباط الاحتلال الإسرائيلي وصفوا مقاتلي حماس بأنهم مثل الأشباح يظهرون فجأة من تحت الأرض ويختفون فجأة، فبالرغم من مرور 50 يومًا على العدوان لم تتمكن من إحراز أي تقدم في الميدان.