صلاح الزيات يبدع بالجبس في تصميم منحوتات من ثقافات مختلفة (صور)
في أحد الشوارع الجانبية بالمعادي يجلس صلاح الزيات مرمم الأثار الإسلامية في ورشته لفنون الجبس، حيث يبدع العديد من أعمال الجبس المستوحاة من الثقافة الإسلامية والرومانية والفرعونية والقبطية.
ويقول «الزيات» لـ«الدستور»: «بدأت العمل في أعمال الجبس في عام 1973، حيث كنت من الرعيل الأول لمدرسة بيت السناري لترميم الأثار، وكان نظام الدراسة أسبوع نظرياً وأسبوع عملي، وشاركت في ترميم العديد من الأثار الإسلامية منها مسجد السلطان حسن، جامع السلطان برقوق، وكذلك مسجد أحمد بن طولون ومسجد الإمام الشافعي، ومسجد شيخون قبلي وبحري ومسجد الرماح والرفاعي».
مدرسة السناري
ويضيف أن فترة مدرسة السناري كانت فترة ذهبية لتعليم مرممي الآثار الإسلامية، خاصة وأن القاهرة القديمة تعد متحف مفتوح للآثار الاسلامية مما جعلها عرضة للتلف والاهمال والتخريب أكثر من أي آثار أخرى.
وعقب تركه العمل في مدرسة السناري، افتتح الزيات ورشته الخاصة لفنون الجبس، حيث ينتج العديد من المنحوتات المستوحاة من الثقافات المختلفة، حيث يقول "ان كل ثقافة وليها رموزها الخاصة، فالرومانية تعتمد على التيجان والاعمدة، أما الإسلامية فتعتمد على الزخارف الهندسية بالإضافة إلى الإضافات المختلفة وأهمها الزجاج المعشق بألوانه الزاهية.
وعلى غرار حسن النعماني في المسلسل الشهير «أرابيسك» فإن الزيات يختار زبائنه بعناية ولا يقدم فنه لأي شخص، معللاً ذلك بأن أعماله هي فن عزيز على قلبه يحمل الكثير من جهده ووقته ولذلك لابد لمن يقتينه أن يقدر هذا الفن ولا يتعامل معه بنفس الأسلوب الذي يتعامل به مع منحوتات الأسطمبة – القالب الجاهز- التى تباع على الأرصفة.
دعم الفنون التراثية
وحول ما يحتاجه فن الجبس في مصر يقول الزيات أن الفنون التراثية عموماً تحتاج إلى عودة مدارس تعليمها مرة أخرى لينتج جيل جديد من ممارسي المهنة عن عمل، كما تحتاج إلى دعم الدولة لان هذه الفنون هي مصدر للعملة الصعبة إذا ما قدمت منتج جيد يجذب السائح، مشيراً إلى أن فن الجبس يعاني من اختلاط الفنان الذي يقدم أعمال حقيقية بالصنايعية الذين يقدمون أعمال سوقية هدفها الاساسي الربح السريع، لذلك فأن دعم الفنانين الحقيقيين في هذا الفن هو أمر ضروري.