رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مؤامرة أم مغامرة؟


فى بداية الأزمة عندما اجتاحت حركة حماس غلاف غزة، وأسرت المئات من الإسرائيليين يوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٣.. تساءلت: هل هى مغامرة غير محسوبة العواقب من حركة حماس أم مؤامرة محبوكة التفاصيل ومدروسة النتائج؟
وبعد ١٤ شهرًا من القتال والدمار راحت السكرة وجاءت الفكرة، وأدركت أنها كانت مغامرة ومؤامرة.
حركة حماس كان لها هدفان من الهجوم لا ثالث لهما.. فمن العبث أن تستطيع هذه الحركة «التى تعتبر الذراع العسكرية للإخوان» أن تحرر أرض فلسطين بالكامل وحدها وتطرد منها إسرائيل المدعومة من أمريكا «أكبر قوة فى العالم» وتدمر جيشها وأسلحتها.
الهدف الأول «المؤامرة»
بالاتفاق يتم استفزاز الجيش الإسرائيلى فيقوم بضرب قطاع غزة مما يؤدى إلى تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه بالملايين ليتظاهروا امام معبرى رفح وكرم أبوسالم، وأمام هذه الأعداد الضخمة ستقوم مصر مرغمة بفتح المعبرين لدواع إنسانية وتسمح للفلسطينيين المشتتين بالتوطين فى سيناء إحياءً لصفقة القرن التى تمت فى عهد الإخوان إبان حكمهم لمصر.
فشل الهدف الأول لأن الرئيس السيسى تنبه للخطة فأجهضها منذ اليوم الأول عندما أعلن أن دخول  النازحين الفلسطينيين لمصر خط أحمر، وأن أمامهم صحراء النقب فليذهبوا إليها ويستوطنوا هناك لحين انتهاء القتال، فتهجير الفلسطينيين لمصر ليس له إلا معنى واحد وهو تصفية القضية الفلسطينية للأبد.. ويقال إن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس طالب إسرائيل بتنفيذ وعودها بفتح المعابر، وهدد بكشف المؤامرة، فكان القرار بالتخلص منه. 
الهدف الثانى «المغامرة»
يتم أسر أعداد كبيرة من الإسرائيليين لمبادلتهم بالآلاف من الحمساوية المحتجزين داخل سجون إسرائيل، بغض النظر عن رد فعل الجيش الإسرائيلى تجاه أهل غزة.
وبالفعل خلال أكثر من ١٤ شهرًا دمرت إسرائيل القطاع، ولم تستطع أن تصل إلى الأسرى أو أفراد حماس أو كتائب القسام الذين اختبأوا فى الأنفاق.. وازداد ضغط أهالى المختطفين على حكومة نتنياهو فاضطر للتفاوض مع حماس وإعلان تبادل الأسرى الإسرائيليين مع المساجين الحمساوية.
وفور البدء فى تنفيذ الاتفاق خرجت حماس من تحت الأنفاق رافعة رايات النصر فقد تحقق الهدف الثانى بنجاح وجار الإفراج عن ٣٠٠٠ سجين حمساوى بغض النظر عن الخسائر الفادحة التى مُنى بها الشعب الفلسطينى الجريح والبرىء، والذى فقد ٢٠٠ ألف شخص بين قتيل وجريح معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وتحولت غزة بالكامل إلى مناطق محروقة ومنازل مدمرة، لكن ذلك كله لا يهم، فلا مانع من إطلاق الشعارات للامتصاص والتهدئة مثل الإشادة بالصمود التاريخى لأهل غزة العزة، والاحتفال بالانتصار على إسرائيل وأمريكا وخضوعهم للأشاوس أبطال حماس الصناديد 
نجحت المغامرة، وفشلت المؤامرة…
وأمجاد يا عرب أمجاد