تفاصيل "رحلة آدم".. في معرض القاهرة للكتاب 2025
يشارك الكاتب، الدكتور ،شريف عابدين، في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته السادسة والخمسين، بأحدث إبداعاته السردية، رواية “رحلة آدم”، ضمن إصدارات دار غراب للنشر بالمعرض.
وعن الرواية، يقول الكاتب اليمني، الغربي عمران، العنوان "رحلة آدم" يبعث على التساؤل، فأي رحلة ومن ذلك الآدم، لقد نجح عابدين في اختيار شخصية صبي مختلف، ولد لأسرة على باب الله، فالأب كان يعمل ضمن من يعملون على جمع المخلفات وفرزها، بغرض الاستفادة منها، والأم امرأة كل حياتها معاناة، لتكتمل دائرة عذابها بوضع وليدها "آدم" بعد تجاوزها الأربعين، بل إن حملها جاء نتيجة لجرع إخصاب ومقويات، أدت إلى أن تصاب بورم تبين بعد الفحص أنه سرطان، وفوق العذاب البدني، تكتشف أن الوليد معاق ذهنيًا "منغولي"، أو مصاب بمتلازمة داون" ليختفي الأب، وتموت الأم بالسرطان.
ويضيف: الفضاء المكاني متعدد بين البلدة المعمورة والمرج، وما يتبعه من مناحل ومركز أبحاث ومكتبة، ثم ذلك العالم السفلي من سراديب مستعمرات النمل، ليأتي القطار كمكان مختلف عن البلدة المعمورة ومستعمرات النمل كمكان متحرك؛ وبذلك تعدد وتنوع فضاء المكان بغرائبيته المدهشة، فحين يهبط آدم وقد تحول إلى كائن ضئيل، إلى ممرات أعشاش النمل يصف لنا عابدين ذلك العالم الغريب بطبقات سكانه وذلك النظام الدقيق الذي يسير عليه الجميع، كما نجح في إبراز شخصية "آدم" ككائن آخر ومختلف، تحاكي ما نعيشه في حياتنا اليومية، فبمجرد رؤية شخص "منغولي" نصدر أحكامنا المسبقة ككائن مختلف، وقد يتجنب الكثيرون التعامل معه.
ويشير: من خلال استعراضي لبعض الشخصيات التي كان لها الأثر القوي في مجريات الأحداث، وكذلك الأمكنة التي دارت بها تلك الأحداث، ادركت أنني أمام عمل سردي مختلف عما ألفناه من عابدين، ففيه مزج المعقول باللامعقول، ليقدم لقارئه قيمًا وجودية يفتقر إليها الإنسان في تعاملاته اليومية وفي مواجهة الحياة، إذ أن "آدم" صبي معاق، تلك الإعاقة التي جعلته يعتمد في حياته على من حوله، وبالذات أمه "سِعدة" غير أنها ترحل، وهنا يبدأ عابدين باشراك قارئه في مواقف غير متوقعه، وعوالم غريبة، فآدم كان يصر على أن يدفنوه مع أمه، وحين لم يفعلوا، رفض العودة معهم إلى البيت ولم يفارق قبرها، رغم إلحاح خالته خوخة، ورفيقته ندى "تعذبه فكرة أن الأم انتقلت إلى العالم الآخر... لذا يؤثر أن يبقى بجوارها، حتى يشعر بالأمان كلما تطلع إليها؛ هو لا يطمئن إلا في وجودها ليمارس حياته.