رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاتبة هدى حمد: التطور التقنى المتسارع أدى إلى اختراق صوت الفرد

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

ضمن فعاليات معرض القاهرة للكتاب 2025، عقدت ندوة بعنوان "الخطاب الثقافي: ومتغير العصر"، وفي بداية اللقاء أشارت الكاتبة هدى حمد إلى كتاب "السطحيون" لنيكولاس كار الذي تناول قصة نيتشه، وكيف أثرت آلة الكتابة التي اقتناها على أسلوبه النثري ليصبح أكثر اختصارا وقوة.

أثر التقنيات الحديثة علي طريقة التفكير

وأوضحت “حمد” أن هذا المثال يعكس تأثير الأدوات التقنية على طريقة التفكير والإبداع، مشيرة إلى أن التطور التقني المتسارع أدى إلى اختراق صوت "الفرد" لنسيج خطاب النُخب، مما قوض سلطة إنتاج الخطاب وجعلها في متناول العامة.

 وأكدت أن هذا التغيير العميق يُبرز تداخلًا بين المرسل والمستقبل، حيث باتت الحدود بينهما تتلاشى.

وأضافت “حمد” أن العصر الحديث، على الرغم من إرباكه للمفاهيم التقليدية، كسر عزلة الخطاب الثقافي وجعله أكثر انفتاحًا على أشكال وعي متباينة. وأوضحت أن الوسائط المتعددة والبدائل التقنية قد منحت حتى "الأُمي" فرصة ليصبح متلقيًا فاعلًا، بل وناقدًا أحيانًا. 

وأثارت تساؤلات حول كيفية حفاظ الخطاب الثقافي على جوهريته وسط فيض البيانات الإلكترونية، وكيف يمكن تكييفه ليكون أكثر قربًا من المتلقي دون السقوط في فخ التسطيح أو التعقيد.

وأشارت إلى ضرورة كسر تصلب الخطاب الثقافي ليتماشى مع تحولات العصر، مؤكدة أن النأي عن مواكبة التغيرات التقنية يُدخل الخطاب في حالة اغتراب مزمنة. وذكرت أن التخلي عن الانخراط في التحولات الرقمية لم يعد خيارًا في ظل الواقع الجديد، حيث يصبح الانقطاع عن التيار التقني عائقًا أمام تواصل فعال مع الجمهور.


عبد الرحمن العسكري: المجلات الثقافية لم تتراجع

ومن جانبه تناول الباحث العُماني عبد الرحمن العسكري مفهوم "سوسيولوجيا التلقي" ودورها في تشكيل خطاب المجلات الثقافية. وأوضح أن الثورة الرقمية أسهمت في تقويض سلطة المؤسسات الثقافية التقليدية، مما أدى إلى تحول مسار تدفق المعرفة إلى صيغة تفاعلية تشاركية.

وأكد أن المجلات الثقافية لم تتراجع، بل تغيرت أشكالها لتتوافق مع متطلبات العصر الرقمي، حيث تظهر منصات رقمية جديدة تقدم محتوى يتفاوض مع توقعات المتلقين ويحقق انتشارًا واسعًا.

وأضاف العسكري أن المجلات الثقافية أصبحت فضاءً يجمع أصوات منتجي الخطاب مع المتلقين، مما يعكس تأثير سوسيولوجيا التلقي في إعادة صياغة الخطاب الثقافي. 

ودعا إلى تطوير مقاربة بحثية لقياس تأثير تفاعل الجمهور مع المجلات الثقافية الرقمية على توجهاتها التحريرية والفنية.

دورة معرض القاهرة للكتاب 2025

وتستمر الدورة السادسة والخمسين من معرض القاهرة للكتاب 2025، والذي انطلقت فعالياته اليوم حتى 5 فبراير 2025، بمركز مصر الدولي للمؤتمرات في التجمع الخامس تحت شعار "اقرأ.. في البدء كان الكلمة".

ويشارك في دورة معرض القاهرة للكتاب 2025، 80 دولة و1300 دار نشر و6 آلاف عارض، ما يعكس حرص مختلف الجهات الثقافية على المشاركة في هذا العُرس الثقافي الكبير.

كما يشهد معرض القاهرة للكتاب 2025 عقد لقاءات بين الكُتاب والمفكرين ومناقشة القضايا الثقافية والاجتماعية، بمشاركة العديد من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني.

كما يضم المعرض أيضًا، مناقشة الترجمة فى زمن الذكاء الاصطناعى، بشراكة أولى مع اتحاد الناشرين الدولى والعرب والمصريين، وكذلك رقمنة المحتوى الثقافى، على أن تنطلق الكثير من الخدمات الإلكترونية والبرامج المهنية والعديد من المبادرات، من أبرزها مبادرة "المليون كتاب".