قفزة «بحرية» جديدة
فى زيارته الثانية لمصر، منذ توليه منصبه، قام أرسينيو دومينجيز، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، والوفد المرافق له، بافتتاح مكتب التمثيل الإقليمى الجديد للمنظمة، وأشاد بالطفرة التى حققتها الدولة المصرية فى الخدمات بالموانئ البحرية، خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا أنها أسهمت فى تيسير حركة الملاحة الدولية ودعم سلاسل الإمداد، بشكل فعال ومستدام. كما أشار، مجددًا، إلى أن مصر تواصل القيام بدورها الريادى داخل المنظمة، مع استمرار عضويتها فى مجلسها التنفيذى.
بحصولها، فى ديسمبر ٢٠٢٣، على ١٤٢ صوتًا من إجمالى ١٦٦، احتفظت مصر بعضويتها فى المجلس التنفيذى للمنظمة، المستمرة منذ سنة ١٩٧٧، لسنتين إضافيتين، بجهود وزارتى النقل والخارجية والسفارة المصرية فى لندن. ومن الموقع الرسمى للمنظمة التابعة لأمم المتحدة، عرفنا أن مكتب التمثيل الإقليمى الجديد، الذى يقع داخل مقر «الهيئة المصرية للسلامة البحرية» بمدينة الإسكندرية، الذى سيكون مختصًا بالدول العربية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يستهدف توسيع شبكة التواجد الإقليمى للمنظمة، إلى جانب مكاتبها الثلاثة فى كوت ديفوار وغانا وكينيا، المعنية بغرب ووسط وشرق وجنوب القارة الإفريقية.
المنظمة الأممية، التى يقع مقرها الرئيسى فى العاصمة البريطانية لندن، هى السلطة الدولية المختصة بوضع معايير السلامة والأمن للشحن البحرى. ويمثل «دومينجيز»، Arsenio Dominguez، دولة بنما، لدى المنظمة، منذ سنة ٢٠٠٤، مستشارًا فنيًا، ثم سفيرًا وممثلًا دائمًا، وفى ١٨ يوليو ٢٠٢٣، تم انتخابه أمينًا عامًا، وتولى مهام منصبه، أول يناير الماضى، و... و... واطلع على الترتيبات النهائية لافتتاح مكتب التمثيل الإقليمى الجديد للمنظمة، فى نوفمبر الماضى خلال زيارته الأولى مصر، مؤكدًا أن استضافتها هذا المكتب سيعزز التعاون بين المنظمة ودول المنطقة، وسيدفع به إلى آفاق أرحب.
مجددًا، زار «دومينجيز» مصر، أمس، الثلاثاء، واستقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى، بحضور الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل. وخلال اللقاء، أكد الجانبان أهمية استمرار التعاون فى ظل ما تمتلكه مصر من مقومات كبيرة فى النقل البحرى، ومع وجود قناة السويس، والسواحل الممتدة على البحرين المتوسط والأحمر. كما تناول الجانبان سبل تعزيز التعاون فى مجالات البيئة وتغير المناخ والطاقة المتجددة والنظيفة. وجرى استعراض جهود الدولة المصرية للتحول إلى مركز عالمى لإنتاج الهيدروجين الأخضر، ما يسهم فى تعزيز جهود المنظمة لاستخدام السفن للوقود البديل، وتيسير الاستثمار فى البنية التحتية اللازمة بالموانئ والممرات البحرية الرئيسية.
تناول اللقاء، أيضًا أو طبعًا، الأوضاع فى البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وسبل استعادة الأمن فى تلك المنطقة، ذات الأهمية الكبيرة لطرق التجارة البحرية الدولية. وفى هذا السياق، أكد الرئيس السيسى أهمية الدور، الذى يمكن أن تلعبه المنظمة، باعتبارها الجهة الدولية التى تجمع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية من ناحية، والأطراف الفاعلة فى مجال الشحن البحرى من الناحية الأخرى، معربًا عن تطلع مصر إلى تهدئة الأوضاع فى تلك المنطقة، خاصة بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
لاحقًا، توجّه «دومينجيز» إلى الإسماعيلية، وتفقد مركز مراقبة الملاحة بقناة السويس، ومتحف القناة، وأكاديمية التدريب البحرى والمحاكاة، واطلع على مستجدات العمل بمارينا اليخوت، وأشاد بالتطورات المتسارعة فى مشروعات تطوير المجرى الملاحى، وتحديث الخدمات الملاحية واللوجستية، وتباحث مع الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، بشأن الإجراءات اللازمة لبدء عودة الخطوط الملاحية الكبرى للعبور من القناة مع بدء استقرار الأوضاع الأمنية فى منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
.. وتبقى الإشارة إلى أن الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية أكد أن قناة السويس ممر عالمى لا غنى عنه، لخدمة حركة التجارة العالمية، متوقعًا عودة حركة الملاحة إلى طبيعتها فى القناة، بشكل تدريجى، نظرًا لانخفاض عوامل الأمان الملاحى فى الطريق البديل، طريق رأس الرجاء الصالح، الذى قال إنه يُفتقر إلى مقومات الطريق الملاحى المستدام، والبنية التحتية الرئيسية اللازمة لتقديم الخدمات الملاحية المختلفة.