لماذا يحتفل بقداس عيد الغطاس ليلًا؟
بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية العد التنازلي للاحتفال بمناسبة عيد الغطاس، الذي يحل سنويًا في اليوم الحادي عشر من شهر طوبة الموافق 19 يناير من كل عام.
وتستعد الكنيسة للاحتفال بعيد الغطاس المجيد بترؤس أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، صلوات قداس عيد الغطاس المجيد بالكنائس المختلفة مساء غد.
من جهته قال القمص إشعياء عبد السيد فرج، في مقاله له: أن مسيحي الشرق في الثلاثة أجيال الأولى كانوا يحتفلون بعيديّ الميلاد والغطاس معًا تذكارًا لظهور سر التثليث، ولكن لما تَعَيَّن اليوم الذي وُلِدَ فيه السيد المسيح، وكذلك يوم عِماده من مؤلفات اليهود التي جمعها يسطس الروماني، ونقلها من أورشليم إلى رومية جعلوهما عيدين يحتفلون بهما في وقتين مختلفين في يومين مختلفين، ولكن في نفس الموعد ليلًا، ومن ثم نقلوا هذه الفريضة إلى الغرب بواسطة المواصلات التي كانت بين مدن أسيا الصغرى وبلاد فرنسا.
أما الأنبا بنيامين مطران المنوفية قال في مقاله له: لقد كان مسيحيو الشرق يحتفلون بعيدي الميلاد والغطاس طوال الثلاثة قرون الأولى، وحيث أن السيد المسيح ولد ليلًا فكان الاحتفال بالعيدين معًا ليلًا.
وتابع: ولكن بعد اكتشاف موعد العماد منفصلًا عن موعد الميلاد، وذلك من خلال المؤلفات اليهودية للمؤرخين، والتي جمعها يسطس الروماني، ونقلها من أورشليم إلى روما، جعلوهما عيدين يحتفلون بهما في موعدين مختلفين، ولكن ليلًا كعادتهم قبل فصل العيدين، وهكذا أخذ الغرب عن الشرق هذه العادة، وذلك من خلال الانفتاح الذي حدث كما شهد كاتيانوس، "وكان الغربيون ولا يزالون يقيمون في هذا اليوم احتفالًا بسجود المجوس الذين بواسطتهم أعلن المسيح ذاته للأمم".
وتابع: ولقد كان المسيحيون القدماء يعمدون الموعوظين في هذا العيد، ولا يزال بعض المؤمنين يعمدون أولادهم فيه أيضًا، إنها معمودية بالتغطيس في الماء، ولعل الربط بين الاثنين ومعمودية المؤمنين هو الماء والروح وابن الله... فكما حل ابن الله الكلمة في الماء والروح نازلًا.. هكذا كل من يحل في الماء والروح نازل فإنه يصير ابن الله بالتبني وبذلك تظل الأيقونة مستمرة.