رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جهاز مستقبل مصر للتنمية

 التقى، مؤخرًا، الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئولى جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، وتابع الرئيس مستجدات العمل فى مشروعات الجهاز التى تهدف إلى توفير منتجات زراعية ذات جـودة عاليـة بأسعار مناسبة للمواطنين، وتحقيق الاكتفاء الذاتى من السلع الاستراتيجية، وتصدير الفائض للخارج. ووجّه بتوفير كل سبل الدعم للمشروعات، فى إطار خطة الدولة للتوسع فى رقعة الأراضى الزراعية، وزيادة الإنتاج الزراعى، مع أهمية ربط المشروعات بجهود الحكومة لتحقيق التنمية، بما يسهم فى رفع مستويات المعيشة وتيسير حياة المواطنين.

ويعد جهاز مستقبل مصر للتنمية ركيزة أساسية لتحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠، حيث يمثل الجهاز رؤية قيادية استشرافية، ونقطة تحول حقيقية فى مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة فى مصر، من خلال استهدافه مجموعة واسعة من المشروعات الاستراتيجية، بدءًا من استصلاح الأراضى الصحراوية، وصولًا إلى إنشاء المدن الذكية وتطوير البنية التحتية. 

ويسهم الجهاز بشكل مباشر فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما حددتها الأمم المتحدة. فاستصلاح الأراضى الصحراوية، الذى يعد أحد أهم أهداف الجهاز، ليس مجرد مشروع هندسى ضخم، بل هو استثمار فى مستقبل الأجيال القادمة، حيث يزيد من الرقعة الزراعية، ويحقق الأمن الغذائى، ويخلق فرص عمل جديدة فى المناطق الريفية. هذا المشروع العملاق، جنبًا إلى جنب مع مشروعات التنمية العمرانية المستدامة، يسهم فى تخفيف الضغط على المدن القائمة، ويفتح آفاقًا جديدة للاستثمار، ويحسن نوعية الحياة للمواطنين. 

كما أن الجهاز يلعب دورًا مهمًا فى التحول الرقمى، حيث يسعى إلى دمج أحدث التقنيات فى جميع مشروعاته، ما يسهم فى زيادة الكفاءة والإنتاجية، وتقديم خدمات حكومية متميزة للمواطنين. ولا يقتصر دور الجهاز على الجانب الاقتصادى فحسب، بل يشمل أيضًا الجانب الاجتماعى، حيث يسعى إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، من خلال توفير الخدمات الأساسية للمواطنين فى المناطق المستهدفة، وتحسين مستوى المعيشة، وتعزيز التماسك الاجتماعى.

إن جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، من خلال نهجه الشامل والمتكامل، يمثل نموذجًا يحتذى به فى مجال التنمية المستدامة، ليس على المستوى الإقليمى فحسب، بل على المستوى العالمى أيضًا. فالجهاز لا يقتصر على تنفيذ المشروعات، بل يعمل على بناء القدرات المؤسسية، وتطوير الكوادر البشرية، وبناء شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية، ما يضمن استدامة جهوده وتحقيق أهدافه على المدى الطويل. وبالتالى، فإن جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة ليس مجرد جهاز حكومى، بل هو رؤية مستقبلية لمصر مزدهرة ومتقدمة، تسهم فى تحقيق رفاهية الشعب، وحماية البيئة، وتعزيز مكانة مصر على خريطة العالم.

ويشكل جهاز مستقبل مصر ركيزة أساسية فى جهود الدولة المصرية لتحقيق الأمن الغذائى والتنمية المستدامة، حيث يهدف إلى استصلاح مساحات شاسعة من الأراضى وتحويلها إلى أراضٍ زراعية خصبة، وذلك من خلال مجموعة من المشروعات العملاقة التى تغطى مختلف مناطق الجمهورية. ومن أبرز هذه المشروعات، مشروع الدلتا الجديدة الذى يهدف إلى استصلاح ملايين الأفدنة وتحقيق الاكتفاء الذاتى من العديد من المحاصيل الزراعية، ومشروع توشكى الذى يمثل قفزة نوعية فى مجال الزراعة فى الصحراء الغربية، بالإضافة إلى مشروعات أخرى تستهدف استصلاح الأراضى فى مناطق مختلفة، مثل المنيا وبنى سويف والداخلة والعوينات. 

ويهدف الجهاز من خلال هذه المشروعات إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاستراتيجية، منها زيادة الإنتاج الزراعى وتوفير فرص عمل جديدة، وتحسين مستوى المعيشة للمزارعين، وتعزيز الأمن الغذائى، والحفاظ على الموارد الطبيعية، والمساهمة فى تحقيق التنمية المستدامة. 

ويعتمد الجهاز فى تنفيذ هذه المشروعات على أحدث التقنيات الزراعية وأنظمة الرى الحديثة، وذلك لضمان تحقيق أعلى كفاءة فى استخدام الموارد المائية، والحفاظ على جودة التربة والمياه. كما يعمل الجهاز على تطوير البنية التحتية اللازمة لهذه المشروعات، بما فى ذلك شبكات الطرق والقنوات والصرف، لتسهيل عمليات الزراعة والنقل والتسويق.