أزمات اللحظات الأخيرة.. خلافات جديدة تهدد هدنة غزة ومحاولات إنقاذ الاتفاق
عقد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صباح اليوم الخميس، اجتماعًا عبر مكالمة فيديو مع فريق المفاوضين الإسرائيلي في العاصمة القطرية الدوحة، حيث أُطلع على مستجدات المحاولات الأخيرة من قبل حركة حماس لتعديل البنود التي تم التوافق عليها في الاتفاق المبدئي المعروف بـ"اتفاق 27.5" الخاص بالهدنة في غزة وتحرير المحتجزين.
أزمات اللحظات الأخيرة
وأكدت صحيفة "معاريف"، الإسرائيلية، أن مطالب حركة حماس تتمثل في تعديل البند الذي يمنح إسرائيل حق النقض (الفيتو) على إطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين الذين تصفهم إسرائيل بأنهم "رموز للإرهاب"، وقد أصدر نتنياهو تعليماته للفريق برفض هذه المطالب بشكل قاطع والتمسك بالبروتوكولات المتفق عليها مسبقًا.
وأصدر لاحقًا مكتب نتنياهو بيانًا يفيد بأن "حماس تتراجع عن التفاهمات الواضحة التي تم الاتفاق عليها مع الوسطاء وإسرائيل، في محاولة للضغط في اللحظات الأخيرة".
وأضاف البيان: "لن تحدد إسرائيل موعدًا لاجتماع الحكومة أو الكابنيت إلا بعد أن يؤكد الوسطاء التزام حماس بجميع تفاصيل الاتفاق".
تأتي مزاعم نتنياهو في الوقت الذي يواجه فيه أزمة داخلية كبرى، حيث ترفض الأحزاب اليمينية المتطرفة في حكومته الصفقة وتهديدها بالانسحاب من الحكومة في حال تمريرها.
من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لحماس، عزت الرشق، أن الحركة ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن من خلال الوسطاء.
وقالت مصادر مطلعة على المفاوضات، إن هناك محادثات جارية للإعلان عن وقف إطلاق نار أولي لمدة 3 أيام في قطاع غزة، بالتزامن مع مفاوضات إضافية حول وقف الغارات الجوية الإسرائيلية.
كما أكد مصدر سياسي رفيع أن إسرائيل لن تغادر "محور فيلادلفيا" خلال المرحلة الأولى التي تمتد لـ42 يومًا.
وأضاف المصدر أن حجم القوات سيبقى كما هو ولكن ستتم إعادة توزيعها بطرق جديدة تشمل نقاط مراقبة ودوريات على طول المحور.
وشدد على أنه إذا لم توافق حماس على شروط إسرائيل لإنهاء الحرب، فإن الأخيرة ستبقى في المحور وتستأنف القتال عند انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق.
وأثار التطور الجديد توترًا داخل الحكومة الإسرائيلية، خاصة مع حزب "الصهيونية الدينية" برئاسة بتسلئيل سموتريتش. وأشار المراقبون إلى أن نتنياهو يسعى للتوفيق بين إرضاء سموتريتش لتجنب أزمة داخلية، وبين الحفاظ على العلاقات مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي أعلن عن دعمه للاتفاق واعتبره إنجازًا شخصيًا له.
وكشف مصدر مطلع على المفاوضات، بأن فريق المفاوضين الإسرائيلي أجرى اتصالا هاتفيا مع نتنياهو في الثالثة فجرًا وأطلعه على مطالب حماس بتغيير خرائط الانتشار في محور فيلادلفيا.
في غضون ذلك، أفادت تقارير فلسطينية بسقوط 40 شهيدًا نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على غزة.
كما أشارت مصادر رسمية في حماس إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق ستتضمن نقل مئات الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج خارج القطاع.