ماذا قال الإعلام التركى والإيرانى على اجتماعات السيسى مع أردوغان وبزشكيان؟
سلط الإعلام التركي والإيراني الضوء على اجتماع زعماء مصر وتركيا وإيران في القاهرة أمس الخميس؛ على هامش القمة الحادية عشرة لمجموعة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، حيث تناولوا قضايا إقليمية بما في ذلك الاضطرابات في غزة ولبنان وسوريا.
في تقرير بعنوان: "تضامن تركيا ومصر مفتاح المساعدات الإنسانية لغزة"، قالت وكالة الأناضول، إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أكد أن تركيا ملتزمة بتعزيز التعاون مع مصر وتستهدف الوصول إلى حجم التجارة لـ15 مليار دولار.
وذكرت أن أردوغان أكد خلال القمة مع نظيره المصري على فوائد تضامن تركيا مع مصر في ضمان استمرار المساعدات الإنسانية لغزة، وتأمين وقف إطلاق نار مستدام.
وأوضحت أن الرئيس أردوغان أكد على "ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم ومستدام في غزة في أقرب وقت ممكن، وأن التضامن بين تركيا ومصر سيكون مفيدًا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة دون انقطاع".
وأشارت إلى أن بيان الرئاسة التركية، شدد على أن تأكيد الزعيم التركي على تعميق التضامن بين أنقرة والقاهرة من شأنه أن يساعد بشكل كبير في هذه الجهود.
وبشأن التطورات الأخيرة في سوريا، قال أردوغان وفقًا لبيان الرئاسة التركية، إن الشعب سيقرر مستقبله بنفسه. وأكد على أهمية الوحدة السياسية وسلامة أراضي البلاد، ودعم تركيا لجهود إعادة الإعمار والمصالحة في البلاد.
تركيا تهدف حجم تجارة يبلغ 15 مليار دولار مع مصر
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية مع مصر، قالت الوكالة إن أردوغان سلط الضوء على التزام أنقرة بتوسيع التعاون في مجالات مثل الدفاع والطاقة والنقل والتنمية، لافتة إلى أنه أكد على هدف تركيا المتمثل في الوصول إلى حجم تجارة يبلغ 15 مليار دولار مع مصر.
إيران تسعى لاستعادة العلاقات مع مصر بشكل كامل
من جهتها، قالت وكالة مهر الإيرانية، تحت عنوان: "الرئيسان الإيراني والمصري يؤكدان على استعادة العلاقات بشكل كامل"، إن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أكد لنظيره المصري، على ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي ومواصلة الحوار بين البلدين.
وأشارت إلى أنه في اللقاء شكر بزشكيان الاستضافة الممتازة لقمة مجموعة الثماني في القاهرة. كما أولى أهمية كبيرة لتقاسم قدرات وتسهيلات الدول الإسلامية في إطار الآليات الإقليمية والدولية، بما في ذلك منظمة الثماني ومنظمة التعاون الإسلامي.
ووفقًا للوكالة استمر الرئيس الإيراني في وصف تعزيز الوحدة والتكامل بين الدول الإسلامية بأنها الحاجة الأكثر إلحاحًا للأمة الإسلامية اليوم.
وأضافت: أن "جميع الدول الإسلامية يجب أن تبذل قصارى جهدها لتوسيع تفاعلها وعلاقاتها وتجاوز خلافاتها لأن هذه الخلافات تمهد للتدخلات الأجنبية".
وبشأن تصريحات الرئيس السيسي خلال اللقاء، قالت الوكالة إن الرئيس المصري تحدث عن تعرض المنطقة لتهديدات جوهرية بسبب الأحداث الأخيرة في غزة ولبنان وسوريا، واعتبر الاعتداءات الأخيرة من قِبل النظام الإسرائيلي في سوريا غير مسبوقة. وأكد أن "موقف مصر من التطورات في سوريا هو تشكيل حكومة شاملة في هذا البلد".
ونوهت "مهر" بأن الزعيمين المصري والإيراني استعرضا خلال اللقاء الإجراءات والخطوات الإيجابية الأخيرة في العلاقات بين البلدين، وأعربا عن أملهما في أن تستمر هذه الإجراءات حتى استعادة العلاقات بين البلدين بشكل كامل.
وانطلقت في القاهرة، الخميس، أعمال قمة مجموعة الثماني للتنمية، تحت عنوان "الاستثمار في الشباب ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة: تشكيل اقتصاد الغد".
وفي افتتاح القمة الحادية عشرة لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن التحديات الإقليمية الكبرى بما في ذلك "الحرب الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني" والظروف الهشة في لبنان وسوريا.
وأضاف السيسي: "أن المشهد العالمي تهيمن عليه الصراعات والحروب، والتي تفاقمت بسبب صعود الحمائية الاقتصادية والتجارية وانتشار المعايير المزدوجة".
من جهته، أكد الرئيس الإيراني في كلمته أن دول مجموعة الثماني النامية يجب أن تتخذ خطوات ملموسة وعملية لوضع حد لـ"الاعتداءات" الإسرائيلية على غزة ولبنان وسوريا.
وأضاف "يجب أن نقف معًا في ضوء التطورات التي يشهدها العالم"، متهمًا إسرائيل باستخدام المجاعة كسلاح حرب وارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.
بدوره، قال الرئيس التركي في كلمته، إن أنقرة تتابع عن كثب التطورات في سوريا، مؤكدًا أهمية وضع خطط سريعة لإعادة بناء البلاد.
وقال للحاضرين: "يشهد العالم اليوم صراعات وتوترات تؤثر على الاستقرار الدولي، ما يفرض على المنظمات الدولية، بما في ذلك مجموعة الثماني للتنمية، ضرورة التكيف مع التطورات العالمية والعمل على صياغة استراتيجيات شاملة للتعافي من الأزمات".
كما دعا الزعيم التركي إلى توسيع عضوية مجموعة الثماني للتنمية لتعزيز نفوذ المنظمة العالمي، ورحب بانضمام أذربيجان كعضو جديد في مجموعة الثماني للتنمية.
وتشير مجموعة الثماني للتنمية في الأصل إلى الدول النامية ذات الأغلبية المسلمة الثماني مصر وتركيا وإيران وإندونيسيا وماليزيا وباكستان ونيجيريا وبنجلاديش. وانضمت أذربيجان إلى المنظمة كعضو جديد في القمة الحادية عشرة.
وفي الوقت نفسه، حث الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو على التضامن والعمل المشترك في إطار القانون الدولي لتعزيز التعاون وتحقيق التنمية المستدامة المشتركة.
وقال في القمة "يجب أن نضع خلافاتنا جانبًا ونعمل كقوة واحدة لتحقيق الرخاء لشعوبنا، لأن التعاون هو سر قوتنا".
وحضر القمة الحادية عشرة أيضًا ضيوف مشهورون من خارج مجموعة الثماني، بما في ذلك الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.
وحث ميقاتي خلال القمة الدول العربية على دعم لبنان في عملية إعادة الإعمار وتحفيز مسار التنمية المستدامة، بدءًا بمعالجة تداعيات "العدوان" الإسرائيلي الأخير.
وتساءل "هل من الصواب الحديث عن التعاون الاقتصادي بينما يستمر العدوان الإسرائيلي على لبنان وسوريا وغزة؟".
كما ركز المشاركون على تمكين الشباب من خلال تعزيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم خلال القمة، تحت عنوان "الاستثمار في الشباب ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم: تشكيل اقتصاد الغد".