بمناسبة ذكرى ميلادها..
جاين أوستن اشتهرت ككاتبة بعد وفاتها بـ52 عاما.. اعرف حكايتها
في مثل هذا اليوم وتحديدا 16 ديسمبر لعام 1775 ولدت الروائية البريطانية جاين أوستن، في أبرشية ستيفنتون، وحسب تقليد العائلة تم إرسالها برفقة أختها الكبرى "كاساندرا" إلى مدينة أوكسفورد في 1783 ليتعلمن على يد آن كاولي، ثم انتقلن إلى مدينة ساوثهامبتون لاحقًا في العام نفسه، ودخلتا مدرسة داخلية في مطلع 1785، وضمت المواد الدراسية الفرنسية والهجاء والخياطة والرقص والموسيقى، وربما شملت المسرح أيضًا، وبحلول ديسمبر 1786 عادت جاين وكاساندرا إلى المنزل لأن الأسرة لم تتحمل تكلفة إرسال كلتا الفتاتين إلى المدرسة.
اكتسبت جاين أوستن باقي تعليمها من قراءة الكتب، يرشدها والدها وأخواها جيمس وهنري، وكان مسموح لها بدخول مكتبة والدها ومكتبة صديق العائلة وارين هاستينجز التي ضمت مجموعة واسعة ومتنوعة من الكتب، كما سمح والدها بمحاولاتها الخطيرة أحيانا للكتابة، وزود الفتاتين بأوراق غالية الثمن وأدوات للكتابة والرسم؛ حسبما كشف كاتب السير الذاتية بارك هونان، مشيرا إلى أن الحياة في منزل عائلة أوستن كانت محاطة بجو منفتح وممتع وسهل وثقافي، حيث يتم مناقشة الأفكار السياسية والاجتماعية التي تعارضها العائلة.
جاين أوستن ومرحلة الصبا
في بداية عام 1787 بدأت جاين أوستن بكتابة قصائد وقصص ومسرحيات لمتعتها الخاصة ولعائلتها، إلى أن جمعت نسخا منقحة مكونة من 29 عملًا من تلك الأعمال الأولية في ثلاث مفكرات، تعرف باسم "الصبا" وتحتوى على بعض الأجزاء المكتوبة ما بين 1787 و1793، وتدل النصوص المكتوبة على أنها استمرت في العمل على تلك الأجزاء ما بين 1809 و1811، وقام ابن أخيها آنا وجيمس إدوارد أوستن بعمل بعض الإضافات في عام 1814.
ومن بين تلك الأجزاء رواية "الحب والصداقة"، وهي رواية رسائلية سخرت فيها "أوستن" من الروايات العاطفية، كما يوجد مخطوط مكون من 34 صفحة يصحبه 13 رسمة توضيحية بالألوان المائية من عمل أختها "كاساندرا".
كتبت جاين أوستن عملًا بعنوان "التاريخ" حاكت فيه كتابات تاريخية شهيرة، بالأخص "تاريخ إنجلترا" الصادر عام 1764 للكاتب أوليفر جولد سميث، وحسب الباحث ريتشارد جينكينز تعتبر كتابات "الصبا" الخاصة بـ"أوستن" خشنة وفوضوية، وقد قارنها بأعمال فريق مونتي بايثون، وأعمال الروائي لورنس ستيرن من القرن الثامن عشر.
روايات جاين أوستن
تركت جاين أوستن 6 روايات رئيسية وهم: "العقل والعاطفة"، "كبرياء وهوى"، "متنزه مانسفيلد"، "إيما"، وما نشر بعد وفاتها: "إقناع"، و"دير نورثانجر"، وما زالت رواياتها الرئيسية تنشر حتى الآن، على الرغم من أن بداية نشرهم كانت دون اسمها ولم تجلب لها سوى القليل من الشهرة أثناء حياتها، ثم حدثت مرحلة انتقالية مهمة لشهرتها ككاتبة، وذلك بعد وفاتها باثنين وخمسين عامًا أي في عام 1869 عندما نشر ابن أختها سيرتها الذاتية فقدمها إلى جمهور أعرض.
على الرغم من أن روايات أوستن كانت دوما رائجة، قلل من شأنها باحثو الأدب الإنجليزي حتى قام فرانك ريموند ليفيس وإيان وات وآخرون بإعادة تقييم أعمالها في منتصف القرن العشرين، لقد اعترفوا بأهمية أوستن في تطوير الرواية الإنجليزية بعد هنري فيلدينج وسامويل ريتشاردسون وقبل تشارلز ديكنز، اتفقوا على أنها مزجت بين أساليب الذاتية والسخرية لـ"فيلدينج" وأساليب الواقعية والتهكم لـ"ريتشاردسون" لصنع مؤلف يفوق كليهما.