رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حدث فى كوبنهاجن

فى أول زيارة من نوعها للعاصمة الدنماركية كوبنهاجن، منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، توافقت رؤى الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك فريدريك العاشر، ورئيسة وزراء المملكة، ورئيس برلمانها، حول أهمية تعميق العلاقات المصرية الدنماركية على جميع الأصعدة، وضرورة التنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية، من أجل إرساء الأمن والسلام، وتحقيق الرخاء لشعبى البلدين وكل شعوب العالم.

بمأدبة عشاء أقامها، مساء السبت، على شرف ملك وملكة الدنمارك، اختتم الرئيس عبدالفتاح السيسى زيارته المملكة، التى شهدت إطلاق مجلس الأعمال المصرى الدنماركى، والتوقيع على إعلان مشترك لترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، إضافة إلى عدد من مذكرات التفاهم للتعاون فى المجالات ذات الاهتمام المشترك، و... و... وعكست الحفاوة الكبيرة، التى قوبل بها الرئيس، كما أشرنا أمس الأول، مدى التقدير الذى تحظى به مصر وقيادتها من المملكة الصديقة.

استنادًا إلى الدور المهم الذى تلعبه البرلمانات فى تعزيز العلاقات الثنائية، ناقش الرئيس سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين، مع سورين جاد يانسن، رئيس البرلمان الدنماركى، الذى أكد اهتمام بلاده بتعزيز التعاون مع مصر، لما لها من ثقل على المستويين الإقليمى والدولى. كما التقى الرئيس، أيضًا، رئيسى شركتى «شركاء كوبنهاجن للبنية التحتية»، و«إيه بى موللر ميرسك»، وكلاهما قدم الشكر للرئيس على الدعم الذى تقدمه الحكومة المصرية لأعمال الشركتين فى مصر. 

مع ميتا فريدريكسن، رئيسة وزراء المملكة، اتفق الرئيس على أهمية تنفيذ محاور الإعلان المشترك، الذى سيسهم، أو نأمل أن يسهم، فى دفع جميع أطر التعاون بين البلدين فى جميع المجالات، وعلى رأسها النقل البحرى، والطاقة والتحول الأخضر، والصحة والبحث العلمى، والاستثمار والزراعة والسياحة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب، ومكافحة الفقر والتصحر. وكانت فريدريكسن قد زارت القاهرة، فى ١٤ مارس ٢٠٢٣، لأول مرة، واستقبلها الرئيس السيسى بقصر الاتحادية، وعقد معها جلستى مباحثات، منفردة وموسعة، جرى خلالهما تناول أبرز مجالات التعاون الثنائى، وجهود تنمية العلاقات الإفريقية الأوروبية، وتعزيز الاستثمارات الدنماركية فى مصر.

القضايا الإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك، كانت حاضرة بقوة خلال مباحثات الرئيس مع رئيسة وزراء المملكة، إذ جرى استعراض الجهود المصرية الحثيثة للوقف الفورى للحرب فى قطاع غزة، ونتائج المؤتمر الوزارى الذى عقدته مصر، فى ٢ ديسمبر الجارى، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، لحشد الاستجابة الإنسانية لسكان القطاع. وفى هذا السياق، تم التوافق على ضرورة النفاذ الكامل والآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية دون شروط أو عراقيل، وعلى أهمية تضافر الجهود لمنع انزلاق المنطقة إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق، وأهمية إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، على خطوط ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبارها حجر الزاوية، لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة.

لدى ‏‎تناول الوضع فى لبنان، رحب الجانبان بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وأكدا أهمية أن ينعكس ذلك على بدء مرحلة وقف التصعيد فى المنطقة، وتمكين الجيش اللبنانى من بسط سيطرته على كامل الأراضى اللبنانية. كما شهدت المباحثات، كذلك، استعراض التطورات الأخيرة فى سوريا والسودان، وأمن البحر الأحمر، وأوكرانيا، وتوافقت الرؤى على ضرورة بذل جميع الجهود لإيجاد حلول دبلوماسية لجميع هذه الأزمات، وضرورة احترام سيادة الدول ومؤسساتها وأجهزتها الرسمية، ومكافحة الإرهاب بها.

.. وتبقى الإشارة إلى أن الرئيس السيسى وصل أمس، الأحد، إلى العاصمة النرويجية أوسلو، ثانى محطات جولته الأوروبية، وبعد حفل شاى، غير رسمى، أقامه يوناس جار ستوره، رئيس الوزراء النرويجى، من المقرر أن يبدأ الرئيس نشاطه الرسمى، اليوم، بلقاء ثنائى مع ستوره، تعقبه جلسة مباحثات موسعة، قبل أن يتوجه إلى القصر الملكى للقاء ملك النرويج هارولد الخامس، وولى عهده، كما سيعقد لقاءات مع رئيس وأعضاء البرلمان النرويجى، ورؤساء عدد من الشركات النرويجية العاملة فى مصر، وسيشارك فى عشاء عمل مع كبار مسئولى الشركات والصناديق الاقتصادية والاستثمارية النرويجية الكبرى.