بورسودان.. زيارة أولى
فى زيارته الأولى لبورسودان، منذ توليه منصبه، وأول زيارة يقوم بها وزير خارجية مصر للعاصمة الإدارية المؤقتة للسودان، منذ أبريل ٢٠٢٣، سلّم الدكتور بدر عبدالعاطى رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى شقيقه الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، والتقى عددًا من السياسيين وممثلى المجتمع المدنى، وعقد جلسة مشاورات مع نظيره السودانى، حيث كانت القاهرة وجهته الأولى، وكان لقاؤه وزير خارجيتنا هو أول لقاءاته الرسمية بعد تعيينه وزيرًا للخارجية.
لرئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، نقل وزير خارجيتنا، أمس الأول، الثلاثاء، اعتزاز الرئيس السيسى بالعلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين، وأكد عزم مصر على بذل كل المساعى الممكنة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للسودان، مشيرًا إلى أن الزيارة تأتى للإعراب عن تضامن مُخلص مع البلد الشقيق فى هذا المنعطف التاريخى الخطير. كما تناول الجهود المصرية لاستئناف السودان أنشطته فى الاتحاد الإفريقى، وأكد حرص مصر على الانخراط بفاعلية فى كل الجهود، الإقليمية والدولية الرامية، إلى تحقيق الاستقرار فى السودان، وبما يصون مصالحه وسيادته ووحدة أراضيه.
كانت مصر، أيضًا، هى وجهة البرهان الأولى، حين غادر السودان، لأول مرة، فى ٢٩ أغسطس ٢٠٢٣، بعد بداية الأزمة، ثم زارها، مرة ثانية، فى ٢٩ فبراير الماضى، وعلى هامش مشاركته فى افتتاح النسخة الثانية عشرة لـ«المنتدى الحضرى العالمى»، استقبله الرئيس السيسى، فى ٤ نوفمبر الماضى، وناقش معه تطورات الأوضاع فى البلد الشقيق، والجهود الرامية إلى تسوية أزمته، ما يضمن استعادة الاستقرار، ويحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة ومؤسساتها، ويلبى تطلعات شعبها نحو تحقيق الأمن والاستقرار.
موقف مصر الثابت، القائم على دعم المؤسسات الوطنية السودانية واحترام وحدة وسلامة الأراضى السودانية، أكده وزير خارجيتنا، أيضًا، خلال جلسة مباحثاته الموسعة، مع نظيره السودانى، الدكتور على يوسف الشريف، مشددًا على دعم الدولة المصرية الكامل للسودان، وحرصها على بذل الجهود لرفع المعاناة عن شعبه. كما استعرض موقف مصر الداعى إلى الوقف الفورى لإطلاق النار، مشيرًا إلى أهمية التعاون مع مبادرات الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظمات الإغاثة الدولية لتسهيل إنفاذ المساعدات.
التقى وزير خارجيتنا، كذلك، الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانتقالى، مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية. وفى اجتماع عقده مع ممثلى مجتمع الأعمال السودانى، تناول سبل تعزيز التعاون بين رجال أعمال البلدين واستكشاف فرص الاستثمار المشترك والاستفادة من الفرص الهائلة التى يتيحها الاقتصاد المصرى، ومضاعفة التبادل التجارى بين البلدين الشقيقين. والأهم، هو أن وزير الخارجية التقى مجموعة من السياسيين السودانيين وممثلى المجتمع المدنى، واستعرض الجهود المصرية، على المستويين الإقليمى والدولى، لدعم البلد الشقيق والدفاع عن مصالحه فى المحافل المختلفة.
لعلك تتذكر أن الفرقاء المدنيين فى الساحة السياسية السودانية، اجتمعوا، لأول مرة، منذ بداية الأزمة، فى مؤتمر استضافته القاهرة فى يوليو الماضى، وتوافقوا على ضرورة وقف الحرب، وتجنيب المرحلة اللاحقة كل الأسباب، التى أدت الى إفشال الفترات الانتقالية السابقة، وصولًا إلى إعادة تأسيس الدولة السودانية. وفى لقاء الثلاثاء، أكد وزير خارجينا، مجددًا، إيمان مصر بأن مستقبل السودان يرسمه السودانيون وحدهم، دون تدخل أى طرف، وشدّد على دعم مصر للشعب السودانى ومؤسسات دولته الوطنية، مؤكدًا ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار، وبدء عملية سياسية شاملة تحقق طموحات الشعب السودانى. كما أشاد بدور المرأة السودانية وإسهاماتها الكبيرة فى إثراء الحياة السياسية وتعظيم دور المجتمع المدنى، مشيرًا إلى المسئولية التاريخية لجميع القوى المدنية والسياسية السودانية للحفاظ على بلدها، وضرورة إعلاء المصلحة الوطنية والبدء فى عملية سياسية شاملة تحقق الاستقرار والأمن.
.. وتبقى الإشارة إلى أن وزير خارجيتنا تناول مع البرهان ونظيره السودانى، باستفاضة، ملف الأمن المائى، فى ظل مواقف البلدين المتطابقة، باعتبارهما دولتى مصب على نهر النيل، واتفقا على الاستمرار فى التنسيق والتعاون الوثيق، بشكل مشترك، لحفظ وصون الأمن المائى المصرى والسودانى.