رئيس المجلس الأوروبى
ترافقه كايا كالاس، مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، زار أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبى، العاصمة الأوكرانية، كييف، أمس الأحد، لتقديم رسالة دعم لأوكرانيا، فى اليوم الأول من توليهما منصبيهما. وعلى شبكة «إكس»، كتب الأخير: «منذ اليوم الأول للحرب، وقف الاتحاد الأوروبى إلى جانب أوكرانيا. ومنذ اليوم الأول لولايتنا، نؤكد من جديد دعمنا الراسخ للشعب الأوكرانى».
وصفته الأوساط السياسية بأنه شخصية قادرة على الموازنة بين وضوح الرؤية والحفاظ على التوافق. وخلال الحفل الرمزى، الذى جرى فى بروكسل، وشهد تسلّمه الجرس التقليدى، أكد أن من بين أولوياته الرئيسية دعم أوكرانيا فى مواجهة روسيا، وتعزيز سياسة الدفاع والقدرة التنافسية، وإدارة ملف الهجرة، وإصلاح ميزانية الاتحاد الأوروبى. كما أشار إلى أنه يضع توسيع الاتحاد الأوروبى ضمن أولوياته، مع التشديد على ضرورة التقدم فى مفاوضات الانضمام دون عقبات لا مبرر لها. ولعلك تعرف أن الأوروبيين، الذين يواجهون أصعب مرحلة يمرّ بها الاتحاد منذ تأسيسه، ينتظرون العاصفة التى ستهبّ، من العاصمة الأمريكية واشنطن، بعد حوالى سبعة أسابيع، بمجرد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
خلفًا للبلجيكى شارل ميشيل، جرى انتخاب كوستا، المنحدر من أصول هندية، فرنسية، وموزمبيقية، أواخر يونيو الماضى، وتولى مهام منصبه، أمس، فى إطار الدورة المؤسسية الجديدة للاتحاد الأوروبى، ليصبح أول شخص ملون يشغل منصبًا رفيعًا فى تاريخ الاتحاد، وتقدّم له الرئيس عبدالفتاح السيسى «بخالص التهنئة»، معربًا عن أمله فى «تعزيز العلاقات الوثيقة بين مصر والاتحاد الأوروبى، وتكثيف العمل والتنسيق المشترك بشأن قضايا الأمن والاستقرار الإقليميين، والتصدى للصراعات القائمة».
تتوافق مصر مع الاتحاد الأوروبى بشأن ضرورة التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية، فى أقرب وقت ممكن، تحقيقًا لمصالح الشعوب، وللحد من العواقب الاقتصادية الهائلة، المترتبة على استمرار تلك الأزمة. كما يتفق الجانبان، أيضًا، على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة، وعدم توسيع دائرة الصراع، ورفض التهجير القسرى للفلسطينيين، وكذلك، على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٤ يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية. وهنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى تشهد تطورًا غير مسبوق، بعد ترفيعها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وهو التطور الذى عكسه، مثلًا، مؤتمر الاستثمار المصرى الأوروبى، الذى أقيم فى يونيو الماضى، وشهد توقيع ٢٩ اتفاقية ومذكرة تفاهم قيمتها ٤٩ مليار يورو مع شركات تابعة للاتحاد الأوروبى، و٦ اتفاقيات ومذكرات تفاهم بقيمة ١٨.٧ مليار يورو مع تحالفات وشركات أخرى، أوروبية وغير أوروبية.
المهم، هو أن ولاية كوستا تستمر حتى مايو ٢٠٢٧، مع إمكانية التمديد لولاية أخرى. ومع أن المنصب بلا صلاحيات تنفيذية، إلا أن رئيس وزراء البرتغال السابق أكد أهمية بناء جسور التعاون بين الدول الأعضاء، وأعلن عن اعتزامه العمل عن كثب مع أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، لتعزيز التعاون بين المؤسسات، معربًا عن رغبته فى طى صفحة التوترات، التى تصاعدت، خلال الفترة الأخيرة، بين ميشيل وفون دير لاين. كما أشار إلى أنه سيسعى إلى إجراء تغييرات فى آليات عمل المجلس، من بينها تقليص قمم الاتحاد الأوروبى إلى يوم واحد بدلًا من يومين، وتنظيم «معتكفات غير رسمية» للقادة، فى مواقع خارج بروكسل، لمناقشة القضايا الاستراتيجية بعيدًا عن الضغوط المؤسسية.
.. وتبقى الإشارة إلى أن «المجلس الأوروبى» يختلف عن «مجلس أوروبا»، Council of Europe، الذى تأسس فى ٥ مايو ١٩٤٩ بمبادرة من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا والدنمارك وأيرلندا ولوكسمبورج وهولندا والنرويج والسويد، ثم انضمت إليه اليونان وتبعتها أيسلندا وتركيا وألمانيا الغربية، وبانضمام جمهورية الجبل الأسود، فى ١١ مايو ٢٠٠٧، وصل عدد الدول الأعضاء إلى ٤٧ دولة، من بينها الدول الـ٢٨ الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى. إذ أتاح التفسير أو التأويل الفضفاض، للمادة الرابعة من النظام الأساسى للمجلس، انضمام دول آسيوية جغرافيًا بزعم أنها أوروبية سياسيًا واجتماعيًا.