دراسات دولية: رأس المال البشري أساس استفادة مصر من الاستثمارات الأجنبية

كشف د.معتز عبدالكريم، أستاذ الاقتصاد في معهد التخطيط القومي دور التعليم والتدريب في زيادة فعاليّة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، شارحًا كيفية تأثير رأس المال البشري على قدرة مصر في جذب الاستثمارات الأجنبية وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام.

العلاقة بين رأس المال البشري والنمو الاقتصادي

وعرض د.معتز مجموعة من الدراسات العالمية التي بحثت في العلاقة بين الاستثمارات الأجنبية المباشرة رأس المال البشري، والنمو الاقتصادي في دول مختلفة وتعد أحد الدراسات البارزة هي دراسة Borensztein et al. (1998) التي ركزت على 69 دولة نامية، حيث أظهرت الدراسة أن تأثير الاستثمارات الأجنبية على النمو الاقتصادي يتوقف على مستوى التعليم والتدريب المتوفر في الدول المضيفة فالدول التي تمتلك مستوى أعلى من التعليم والتدريب في سوق العمل تكون قادرة على الاستفادة بشكل أكبر من الاستثمارات الأجنبية.

كما أظهرت دراسة Su and Liu (2016) التي أجريت في الصين أن الاستثمار الأجنبي المباشر كان له تأثير إيجابي على النمو الاقتصادي، خاصة في المدن التي تتمتع برأس مال بشري قوي وهذا التأثير كان أقوى في المدن التي استقبلت استثمارات تكنولوجية.

التأثير السلبي لرأس المال البشري

في حين أن رأس المال البشري يمكن أن يكون محركًا للنمو الاقتصادي، إلا أن بعض الدراسات أظهرت أنه في حالات معينة قد يكون له تأثير سلبي، على سبيل المثال في دراسة Anetor (2020) التي تناولت 28 دولة أفريقية، تبين أن الدول التي كان معدل الالتحاق بالمدارس الثانوية فيها منخفضًا، شهدت تأثيرًا سلبيًا على العلاقة بين الاستثمارات الأجنبية والنمو الاقتصادي.

جذب الاستثمارات فى مصر

في مصر، يعتبر رأس المال البشري عنصرًا أساسيًا في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة فالدول التي تتمتع بعمالة مدربة ومتعلمة تستطيع استيعاب التكنولوجيا المتقدمة وتحقيق استفادة أكبر من الاستثمارات الأجنبية، حيث أكدت دراسة Alaa et al. (2001)  أن هناك علاقة إيجابية بين الاستثمارات الأجنبية والنمو الاقتصادي في مصر، وأوضح باحثون أن تحسين التعليم والتدريب في مصر سيساعد بشكل كبير في جذب المزيد من الاستثمارات وتحقيق النمو المستدام.

تُظهر الدراسات أن رأس المال البشري يمكن أن يكون العامل الأساسي الذي يحدد مدى استفادة مصر من الاستثمارات الأجنبية لذلك، يجب على مصر أن تركز على تحسين التعليم والتدريب المهني لتأهيل الشباب لسوق العمل وضمان قدرتهم على التعامل مع التقنيات الحديثة التي تصاحب الاستثمارات الأجنبية.

بناءً على الدراسات المستعرضة، يظهر أن الاستثمار في التعليم والتدريب يعد المفتاح الرئيسي لاستفادة مصر من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، لذا فإذا استطاعت مصر تطوير رأس المال البشري، ستكون قادرة على جذب المزيد من الاستثمارات التي تساهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق تنمية مستدامة.