سوريا تشتعل.. ماذا حدث في حلب بعد إنسحاب مقاتلى حزب الله؟
شنت الجماعات المسلحة في سوريا هجوما في منطقة غرب حلب أسفرت عن مقتل 89 شخصا على الأقل، والاستيلاء على قاعدة عسكرية، حسبما ذكرت مجموعة مراقبة مقرها بريطانيا الأربعاء، ويقول الخبراء إن الهجمات هي التصعيد الأكثر بروزًا في الصراع السوري منذ سنوات.
الحرب الأهلية في سوريا تشتعل
ووفقا لمجموعة المراقبة، المرصد السوري لحقوق الإنسان، تقدم مقاتلون من فصائل مسلحة، بما في ذلك مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة تسمى هيئة تحرير الشام، بحلول يوم الأربعاء إلى مسافة 6 أميال من حلب واستولوا على أسلحة ومركبات كانت في السابق بحوزة الجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية الموالية للحكومة السورية.
وأعلنت الجماعات المسلحة على تطبيق الرسائل تليجرام أنها استولت على القاعدة 46، أكبر قاعدة للحكومة السورية في المنطقة، بالإضافة إلى الدبابات، واختطفت عدد من عناصر جماعة حزب الله الموالي للحكومة السورية يوم الأربعاء، كما أعلنوا أنهم استولوا على عدد من القرى في الريف غرب منطقة حلب.
وقال تشارلز ليستر، مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط،: "في غضون حوالي 10 ساعات، تمكنت مجموعة من الجماعات المسلحة من الوصول إلى مسافة 4 أو 5 كيلومترات الآن من مدينة حلب، وهو أمر ذو أهمية هائلة".
وأكدت صحيفة "نيويور تايمز" الأمريكية، أنه يُعتقد أن الهجمات هي أول تحرك كبير منذ عام 2020 من قبل الجماعات المسلحة للسيطرة على الأراضي، عندما توسطت تركيا، التي انحازت إلى قوات المعارضة، وروسيا، حليفة سوريا، في وقف إطلاق النار لوقف القتال في منطقة إدلب.
ويقول الخبراء إن التصعيد هو جزء من التقلبات المتزايدة في المنطقة، والذي جاء نتيجة إخلاء حزب الله للعديد من مواقعه في سوريا.
وقالت ناتاشا هول، زميلة في برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "كانت الجماعات المسلحة اللبنانية الموالية للنظام السوري تزيد من هجماتها في المنطقة، لردع الجماعات المسلحة، ولكن القصف الإسرائيلي العنيف على سوريا الذي استهدف وكلاء إيران وخصوصًا حزب الله منح الجماعات المسلحة الفرصة للتقدم مرة أخرى في حلب.
وأضاف تشارلز ليستر: "قبل سنوات، كان النظام السوري سينجح في صد هجومًا بهذا الحجم، لكن الجماعات المسلحة مثل هيئة تحرير الشام، التي ترجع أصولها إلى جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، استثمرت بكثافة في الموارد والتدريب على العمليات الليلية.
وقال الدكتور مصطفى عليدو، مدير برنامج في MedGlobal، وهي منظمة غير ربحية مقرها شيكاغو، من مدينة إدلب إنه كان على بعد أقل من 20 ميلًا من الهجمات.
وتابع: "يمكننا سماع صوت القتال والهجمات في خط المواجهة بين الجيش السوري والقوات اللبنانية الموالية له والجماعات المسلحة".
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن السلطات السورية أعلنت إغلاق المدارس والأسواق الكبيرة بسبب القتال.
بينما قال مصدر في غرفة العمليات التي يديرها تحالف من الجماعات المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام إن هجوم المسلحين اجتاح ما لا يقل عن 10 مناطق تحت سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب بشمال غرب البلاد.
وذكر مصدر عسكري أن الجماعات المسلحة تقدمت على بعد حوالي 10 كيلومترات (6 أميال) من ضواحي حلب، وعلى بعد بضعة كيلومترات من نبل والزهراء، وهما بلدتان شيعيتان بهما تواجد لحزب الله اللبناني، كما هاجمت مطار النيرب شرقي حلب، مركز تتمركز ميليشيات موالية لإيران.