"جنينة فريال الأثرية".. من ذاكرة الماضى إلى حاضر مشرق
في قلب مدينة بورسعيد استعادت حديقة "فريال" رونقها كواحدة من أبرز المعالم التاريخية التي تجسد جمال حقبة ماضية.
وبعد سنوات من الإهمال، عادت الحديقة لتصبح وجهة سياحية وترفيهية بارزة، تقدم تجربة استثنائية تجمع بين التاريخ والطبيعة.
افتتحت جنينة فريال في أربعينيات القرن الماضي لتكون واحة من الجمال، حيث كانت ملاذًا للملوك والنخبة المصرية، سميت نسبة إلى الأميرة فريال، ابنة الملك فاروق الأول، ما أضفى عليها طابعًا ملكيًا خاصًا، كانت الحديقة تزخر بالنوافير الأنيقة، والزهور النادرة، والممرات المظللة، ما جعلها وجهة راقية تحتضن عبق الماضي.
أما عن الشخصيات التي زارتها، فقد كانت الحديقة موقعًا رئيسيًا أثناء افتتاح قناة السويس عام 1869، حيث استضافت ملوك وأمراء العالم، مثل الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث، في العصر الحديث، افتتح الحديقة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بعد التجديد، لتستعيد رونقها التاريخي كمعلم سياحي يبرز تراث بورسعيد.
تجديد وإعادة إحياء جنينة فريال
في إطار اهتمام الدولة المصرية بتطوير المعالم التاريخية، خضعت جنينة فريال مؤخرًا لعملية ترميم شاملة أعادت إليها بريقها فقد تم تحسين البنية التحتية، تجديد المساحات الخضراء، وتركيب إضاءات حديثة تعكس جمالها ليلًا.
تكلفة تطوير حديقة فريال الأثرية في بورسعيد بلغت حوالي 3 ملايين جنيه، وشملت أعمال التطوير تحسين المساحات الخضراء، زراعة زهور ونباتات جديدة، إضافة معالم جمالية مثل الطاحونة الحمراء، وبناء جداريات تسرد مقتطفات من تاريخ بورسعيد. كما تم إنشاء منصات لاستضافة الفعاليات ومسرح، ومسجد على الطراز الأندلسي، وأماكن جلوس خاصة لكبار السن، ما جعلها مزارًا سياحيًا مميزًا يستقبل الآلاف يوميًا.
أصبحت الحديقة الآن مزارًا سياحيًا يعكس تطور المدينة، حيث تستقطب الزوار من مختلف الأعمار لقضاء أوقات ممتعة.
صرّح اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد قائلًا: نحن فخورون بإعادة الحياة إلى هذا المعلم التاريخي، مشيرًا إلى أن جنينة فريال أصبحت اليوم رمزًا لنجاح جهود الدولة المصرية في الحفاظ على التراث وإعادة دمجه بالحاضر".
وجهة سياحية بامتياز
إلى جانب قيمتها التاريخية، تضم الحديقة اليوم العديد من المرافق التي تُناسب الزوار، بما في ذلك أماكن الجلوس المريحة، وأماكن لعرض الفعاليات الثقافية والترفيهية، كما تُعد الحديقة مكانًا مثاليًا للاسترخاء وسط أجواء الطبيعة الساحرة مع لمسات معمارية تعيد للأذهان حقبة الأربعينيات.
وتحدث أحد الزوار قائلًا: "إنها تجربة فريدة، أشعر وكأنني أعود إلى الماضي، لكن بروح حديثة تليق بمكانة بورسعيد".
وتسعى المحافظة لضمان استدامة الحديقة كأحد أهم المزارات السياحية في المنطقة، يتم الآن العمل على تعزيز الترويج لها ضمن خريطة السياحة المحلية والدولية، وإقامة فعاليات فنية وثقافية تزيد من شعبيتها، حيث أصبحت تجسد جنينة فريال نجاحًا حقيقيًا في إحياء التراث وتحويله إلى قيمة سياحية وثقافية.