السفاح وجيش الكابينت الصهيونى.. الليلة الأخيرة من حرب لبنان
فى تأكيدات خاصة كشف المحلل السياسى اللبنانى باسل العريض، عن أن ما يحدث فى لبنان من حالة مختلفة من الترقب، والتفاؤل، غير مسبوقة.
وقال ردًا على سؤال: «تقديرك حول الوضع فى لبنان. وهل هناك فرصة لإيقاف الحرب أم أن الضجة مجرد لعبة أمريكية إسرائيلية جديدة، بمعنى تسويف وشراء وقت؟
قال:
يبدو أن المساعى جدية لأول مرة بكون الموقف الرسمى اللبنانى متفقًا على أن المساعى الجدية.
ولفت إلى أنه ترجمة لهذا الجو، مجلس النواب اللبنانى وافق على اجتماع طارئ يوم الخميس المقبل، وأيضًا مجلس الوزراء سينعقد صباح يوم غدٍ «لبحث التطورات الراهنة والأوضاع المستجدة».
كما جاء حرفيًا فى نص الدعوة التى عممتها رئاسة الحكومة.
وردًا على سؤال لـ«الدستور» حول جدية الاتفاق، بمعنى متفق عليها لبنانيًا من كل الأطراف، أم نتيجة ضغوط خارجية؟، قال العريضى:
هذا لا ينفصل عما يحدث فى باريس وواشنطن، إذ إن هناك أخبارًا متداولة عن أن الرئيسين الأمريكى جو بايدن والفرنسى إيمانويل ماكرون سيوجهان رسالة مشتركة يوم غدٍ، لكن كل هذا مرتبط بنتائج اجتماع الكابينت الليلة.
وحول إمكانية نجاح عقد جلسة مجلس النواب، أكد العريضى، أن الوضع والظروف المؤشرات تدل على أن جلسة مجلس النواب اللبنانى، تنعقد تحت بنود، أولها وأهمها التجديد لقائد الجيش اللبنانى، جوزيف عون، وهو يعنى، بحسب الضغوط الأمريكية الأوروبية، أنه بات المرشح ليكون رئيسًا للجمهورية.
* سيناريو الليلة الأخيرة.. إسرائيل تدمر وسط بيروت والجنوب.
ما فى التحليلات السياسية والاستراتيجية الأمنية.
فى شق آخر، من الأوضاع، لحظات انتظار إعلان مواقف كل الأطراف من المبادرة الأمريكية - الفرنسية، يوضح المراقبون فى العاصمة اللبنانية بيروت وفى عواصم القرار الدولى، دلالة جولة التصعيد العسكرى العدوانى من دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية، وهى غارات كبيرة، يشهدها لبنان الآن والمرشحة للاستمرار طوال الليل.
الواقع، أن الكابينت يرفع التصعيد، المرتبط بشكل أساسى بقرار وقف اطلاق النار، حيث إن «إسرائيل» تريد تدمير أكبر عدد من الأهداف قبل موعد سريان وقف إطلاق النار، إذا ما تم الاتفاق عليه.
ويؤكد المحلل العريضى أن حملة التصعيد العسكرية العدوانية، التى نشهدها الآن هى الأكبر تحديدًا فى بيروت وضاحيتها الجنوبية، إذ إنها المرة الأولى التى نشهد فيها حزامًا ناريًا فى الضاحية، كما أن التهديدات شملت أبنية داخل العاصمة بيروت وهى إنذارات تطالها للمرة الأولى؛ ذلك أنها مناطق حيوية فى العاصمة.
.. ما قد يتضح خلال الليلة، هو الفيصل، لمراحل متباينة عند كل الأطراف.
فالمؤشرات تؤكد أن السفاح نتنياهو، لا يريد وقف الحرب ولا الهدنة، هو يحاول خلق تيار رفض من المستوطنين واختلاق مواقف رافضة من حكومته اليمينية المتطرفة.
.. عن مدى أثر ذلك لبنانيًا، وفلسطينيًا.
قال المحلل باسل العريضى، عن إثر ذلك على الاتفاق، هل يفعلها الإسرائيليون؟.
يلفت المحلل بواقعية معاشة:
هذه مسألة مهمة، لذلك التصريحات التى صدرت اليوم من المسئولين اللبنانيين سواء من مقر رئاسة المجلس النيابى أو من السرايا الحكومية مقر رئاسة الوزراء، تؤكد على أن الاتفاق رهن بالموقف الإسرائيلي (..) وما سيصدر عن اجتماعات الكابينت.
وأكدوا، بشكل رسمى أن الطرف اللبنانى قدم كل ما يمكن تقديمه لوقف إطلاق النار، وأن الكرة فى ملعب السفاح نتنياهو.
إلى ذلك؛ معلومات «النهار» تؤشر إلى أن هناك مساعى حثيثة من رئاسة الحكومة لعقد الجلسة صباح الأربعاء، وإن لم يتم اكتمال النصاب، ستتحوّل الجلسة إلى جلسة وزارية تشاورية حرصًا من رئيس الحكومة لمواكبة التطورات حول وقف إطلاق النار وآلية تنفيذ القرار 1701 كاملًا بكل بنوده ومن دون أى تعديلات ولا إضافات أو تفسيرات.
* بيروت تحت القصف
الأحداث والضربات العسكرية الإسرائيلية، جعلت سلاح الجو الإسرائيلى، يخطط أن تكون الساعات الأخيرة قبل التسوية مزروعة بالرعب والنيران ودوى الانفجارات فى قلب بيروت من أحياء المزرعة إلى مارالياس والحمراء والنويرى فى مشهد أراد، العدو الصهيونى، أن يوحى أنه ذهب إلى الاتفاق من منطلق القوة والردع.
وفى الضربات وأثرها، هناك 3 غارات استهدفت العاصمة بيروت حتى الساعة هى: الحمرا (قرب مصرف لبنان) بربور (قرب فرن السعادة) والنويرى (قرب المخفر).
وفى الاستهدافات الأخيرة تعرض منزل فى مبنى بجوار الخلية السعودية فى بربور إلى القصف الأمر الذى أدى إلى ضحية و6 جرحى.
وجرى إخلاء منطقة الجناح سيرًا على الأقدام.
فيما رصد أن الطائرات الحربية الإسرائيلية ألقت مناشير، فوق الضاحية تشير إلى أن الليلة الأخيرة سيكون لها سيناريو مختلف.
* هل هناك معارضة شعبية وسياسية إسرائيلية للاتفاق مع لبنان؟
أطلقت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن الموافقة على الاتفاق، المبادرة الأمريكية الفرنسية، تواجه معارضة شعبية وسياسية إسرائيلية للاتفاق مع لبنان، واعتبرته فشلًا تاريخيًا واستسلامًا مطلقًا.
وفى التفاصيل، كشفت الساعات الأخيرة عن معارضة شعبية وسياسية واسعة فى إسرائيل للاتفاق على وقف إطلاق النار مع لبنان بشكله الحالى، فى ظلّ عدم تحقيق الأهداف التى أعلنها رئيس وزراء حكومة اليمين المتطرف الإسرائيلى السفاح نتنياهو، منذ اندلاع المواجهات فى سبتمبر، وقبل ذلك من إسناد حزب الله معركة طوفان الأقصى منذ السابع من أكتوبر، ٢٠٢٣ الماضى، فيما تتصاعد الخلافات داخل الائتلاف الحاكم فى إسرائيل بسبب أزمة تجنيد المتديّنين المتشدّدين (الحريديم) وإدارة الحرب فى غزة ورفح والضفة الغربية والقدس.
ووفق صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، قالت إن: «وقف إطلاق النار فى لبنان سيُعلن الساعة 10 مساء ويدخل حيز التنفيذ صباح غدٍ الأربعاء فى الـ10 صباحًا»، دون تفسيرات من أى مصدر سياسى أو أمنى.
* أهداف دولة الاحتلال
فى الساعات السابقة من اليوم قاد السفاح نتنياهو، الذى يرأس المجلس الوزارى المصغر للشئون الأمنية والسياسية فى دولة الاحتلال، عدة اجتماعات ومُورست عليه شتى الضغوط السياسية والأمنية، وهو قال بحسب مصادر إسرائيلية، وأمريكية إنه يعتزم المصادقة فى جلسة يعقدها فى هذه الأثناء، اليوم الثلاثاء، على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان تم التوصل إليه بوساطة أمريكية فرنسية.
السفاح نتنياهو، كشف عن أن إسرائيل توافق على الاتفاق لثلاثة أهداف رئيسية، هي:
* الهدف الأول:
«التركيز على إيران» التى اعتبر أنها تشكل التهديد الرئيسى لإسرائيل، *الهدف الثاني:
«إنعاش القوات» والتغلب على القيود المفروضة على توريد الأسلحة إلى إسرائيل.
* الهدف الثالث:
«فصل جبهة غزة عن جبهة لبنان» وعزل حركة حماس.
* «الدستور» يحصل على نسخة أولية من بنود الاتفاق الكامل بين إسرائيل ولبنان:
* 1:
حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى فى الأراضى اللبنانية لن تقوم بأى عمل هجومى ضد إسرائيل.
* 2:
إسرائيل، بدورها، لن تنفذ أى عملية عسكرية هجومية ضد أهداف فى لبنان، بما فى ذلك من البر والجو والبحر.
*3:
تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.
*4:
هذه الالتزامات لا تنفى حق إسرائيل أو لبنان فى ممارسة حق الدفاع الذاتى.
*5:
القوات الأمنية والعسكرية الرسمية للبنان ستكون الجهة المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح أو استخدام القوات فى جنوب لبنان.
*6:
كل بيع أو توريد أو إنتاج للأسلحة أو المواد المتعلقة بالأسلحة إلى لبنان سيكون تحت إشراف وسيطرة الحكومة اللبنانية.
*7:
تفكيك جميع المنشآت غير القانونية المعنية بإنتاج الأسلحة والمواد المتعلقة بها.
* 8:
تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية، وستتم مصادرة أى أسلحة غير قانونية لا تتماشى مع هذه الالتزامات.
*9:
تشكيل لجنة مقبولة لإسرائيل ولبنان للإشراف والمساعدة فى ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
*10:
ستقوم إسرائيل ولبنان بالإبلاغ عن أى انتهاك محتمل لهذه الالتزامات إلى اللجنة وقوة «يونيفيل» (القوة المؤقتة للأمم المتحدة فى لبنان).
*11:
تنشر لبنان قواتها الأمنية الرسمية وقوات الجيش على طول جميع الحدود، ونقاط العبور، والخط الذى يحدد المنطقة الجنوبية وفقًا لخطة الانتشار.
*12:
تقوم إسرائيل بسحب قواتها تدريجيًا من الجنوب باتجاه الخط الأزرق خلال فترة تصل إلى 60 يومًا.
*13:
تدفع/ تقود الولايات المتحدة لمفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان من أجل التوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود البرية.
فى السياق، ما زالت وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية، تركز على ما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية اليوم أن مجلس الوزراء الأمنى المصغر وافق على اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان.
ومن المتوقع، برغم الخلافات التى جرى كتمها، أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ غدًا الأربعاء.
وأشارت القناة 14 الإسرائيلية، إلى أن هناك خلافًا إسرائيليًا أمريكيًا على موعد دخول وقف إطلاق النار فى لبنان حيز التنفيذ.
المصدر أشار إلى أن الولايات المتحدة تطالب بوقف إطلاق النار بحلول الصباح وتل أبيب تطلب تمديد الوقت حتى مساء غدٍ لمهاجمة أهداف أخرى، لاستكمال سيناريو الضغط على بقية الأطراف.
وفقًا لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، تتضمن مسودة الاتفاق الذى يرجح أن يبدأ وقف إطلاق النار بموجبه، فترة انتقالية مدتها 60 يومًا، ينسحب خلالها الجيش الإسرائيلى من جنوب لبنان بينما تنتشر قوات الجيش اللبنانى بالمناطق القريبة من الحدود، وينقل حزب الله أسلحته الثقيلة إلى شمال نهر الليطانى. كما جاء فى المسودة أن لجنة رقابة دولية بقيادة الولايات المتحدة ستتابع تنفيذ ومعالجة الانتهاكات.
إلى اللحظة، ما زالت التكهنات، تتوقف وسط الهجمات الإسرائيلية المستعرة على جنوب لبنان ووسط بيروت فى سيناريو عسكرى، يستهدف تدمير بيروت والتهديد بمزيد من الحرب، كأنه إنذارات لكل أطراف الصراع.