حرب عملات ومخاطر كبرى.. هل تنجح الصين فى الرد على تهديدات ترامب؟
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الصين تمتلك أداة فعالة للرد على تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على البضائع الصينية، وهى خوض حرب عملات عبر تخفيض قيمة اليوان الصيني، لكن مثل هذه الخطوة تحمل مخاطر كبيرة على الصين والولايات المتحدة على حد سواء.
استراتيجية الصين لمواجهة تهديدات ترامب
وأضافت الصحيفة أنه لطالما كان تخفيض قيمة اليوان وسيلة مجربة لمواجهة الرسوم الجمركية، إذ يجعل البضائع الصينية أقل تكلفة للمشترين الأجانب، مما يقلل من تأثير الرسوم على القدرة التنافسية للصين، حيث لجأت الصين إلى هذا الأسلوب خلال عامي 2018 و2019 لمواجهة الرسوم التي فرضها ترامب آنذاك.
وتابعت أن خفض قيمة العملة يمكن أن يعوّض التأثيرات المحتملة للرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 10% التي هدد ترامب بفرضها على البضائع الصينية فور توليه منصبه، كما توعد بفرض رسوم بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، مطالبًا الدول الثلاث بوقف تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن هذه الخطوة قد تحمل عواقب وخيمة على الاقتصاد الصيني، حيث يؤدي ضعف اليوان إلى دفع الشركات والعائلات الصينية الثرية إلى تحويل أموالهم إلى الخارج بدلًا من استثمارها محليًا، مما يهدد الاستقرار الاقتصادي الداخلي.
وتابعت أنه يمكن أن يؤدي تراجع العملة إلى زعزعة ثقة الجمهور الصيني، وانخفاض الإنفاق الاستهلاكي، وتراجع أسعار الأسهم، ومن شأن ذلك أن يتعارض مع جهود الحكومة لدعم الاقتصاد في ظل أزمة سوق العقارات التي تسببت في خسائر كبيرة للطبقة المتوسطة.
وقال بنك الشعب الصيني، الذي يتحكم في سعر صرف العملة، إنه سيعمل على الحفاظ على استقرار اليوان عند مستوى "معقول ومتوازن".
وأكد مسئولون صينيون في مؤتمر صحفي يوم الجمعة أن الصين لن تخوض في حرب عملات غير محسوبة.
وعلى الجانب الآخر، انتقدت السفارة الصينية في واشنطن تهديدات ترامب واعتبرتها خطوة ضارة بالتعاون الاقتصادي بين البلدين، محذرة من أن "الحروب التجارية والجمركية لا رابح فيها".
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الشركات الصينية تمكنت في السنوات الأخيرة من تعزيز قدراتها التصنيعية خارج حدودها، ما ساعدها على تجاوز الرسوم الجمركية السابقة، كما زادت صادرات الصين إلى جنوب شرق آسيا والمكسيك، حيث تتم إعادة تصدير البضائع إلى الولايات المتحدة مع تجنب الرسوم الجمركية.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أنه بعد فوز ترامب في الانتخابات، تراجعت قيمة اليوان بنسبة 2% أمام الدولار، لكنها استقرت عند 7.25 يوان للدولار مؤخرًا، ويتوقع بعض الخبراء أن ينخفض اليوان إلى 7.3 أو 7.5 للدولار إذا فرضت الولايات المتحدة رسومًا جديدة، لكن هناك تباين في الآراء حول مدى احتمال حدوث انخفاض كبير.
وأصبح الحفاظ على قوة العملة جزءًا من الرؤية الاقتصادية للرئيس الصيني شي جين بينج، الذي أكد أن قوة العملة أمر ضروري لدعم مكانة الصين كقوة مالية عالمية، وتبنى الرئيس الصيني هذه الرؤية كجزء من السياسات الاقتصادية للصين، ما يضع قيودًا إضافية على أي تخفيض حاد للعملة.
وفي حال أقدمت الصين على خفض عملتها بشكل كبير، قد تواجه رد فعل عنيفًا من إدارة ترامب الجديدة، خصوصًا أن سكوت بيسنت، مرشح ترامب لوزارة الخزانة، يمتلك خبرة طويلة في أسواق العملات، وقد يدفع نحو إجراءات أكثر صرامة.