"الإحصاء": مسح سوق العمل يوفر بيانات حيوية لدعم السياسات الاقتصادية فى مصر
ألقى اللواء خيرت بركات، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، كلمة في حفل إطلاق نتائج مسح سوق العمل التتبعى لعام 2023، الذي تم بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومنتدى البحوث الاقتصادية، وذلك بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتور إبراهيم البدوي، المدير التنفيذي لمنتدى البحوث الاقتصادية، بالإضافة إلى عدد من ممثلي الوزارات الحكومية والإعلاميين.
المسح التتبعى لخصائص سوق العمل
بدأ اللواء خيرت كلمته معربًا عن امتنانه للحضور، مشيدًا بالشراكة الفعالة بين الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ووزارة التخطيط، التي قدمت الدعم الفني واللوجستي والمالي لهذا المسح، كما نوه إلى الدور الكبير الذي يلعبه منتدى البحوث الاقتصادية في هذا السياق، إذ أسهم في مراجعة المنهجية وتعديل الاستمارة بما يتناسب مع التغيرات الاقتصادية العالمية والمحلية.
وأضاف أن هذا المسح يُعد ثمرة لتعاون طويل الأمد بين الأجهزة الإحصائية الوطنية والمنظمات الإقليمية، ويكمل سلسلة من الدراسات المسحية التي أُجريت في السنوات السابقة (1998، 2006، 2012، 2018)، مؤكدًا أهمية استكمال هذه السلسلة لتعزيز قاعدة البيانات المتعلقة بسوق العمل المصرية.
التحديات الاقتصادية والفرص المستقبلية
كما أشار رئيس الجهاز إلى أن المسح يسلط الضوء على التغيرات الهيكلية التي طرأت على سوق العمل المصرية في ظل التحولات التكنولوجية الكبيرة والرقمنة التي تشهدها البلاد. وقال: "يعد هذا المسح أداة حيوية لفهم العلاقة المتشابكة بين النمو الاقتصادي والتشغيل، حيث إن النمو الاقتصادي المرتفع يتيح مجالًا أكبر للنهوض بمستويات التشغيل، ما يسهم في تقليل معدلات البطالة وتوفير فرص العمل".
وأكد أن المسح يوفر قاعدة بيانات شاملة عن سوق العمل في مصر، تتناول الخصائص الديموغرافية والاقتصادية للأفراد، بالإضافة إلى دراسة المشروعات الأسرية والقطاع غير الرسمي، الذي له دور كبير في الاقتصاد المصري، كما أشار إلى أن المسح يتبع نفس الأسر عبر الزمن، ما يتيح تحليلًا عميقًا لديناميكيات الزواج والهجرة وتنقلات العمل.
التأثيرات العالمية على سوق العمل المصرية
تطرق بركات في كلمته إلى أهمية التحديثات الجديدة في مسح سوق العمل لعام 2023، خاصة في ضوء التحديات الكبيرة التي واجهها سوق العمل المصرية في السنوات الأخيرة بسبب جائحة كوفيد-19 والأزمات الدولية الناجمة عن الحرب الأوكرانية، وأوضح أن المسح يتناول هذه المتغيرات وكيفية تأثيرها على قطاعات العمل المختلفة في مصر، بالإضافة إلى إدخال أسئلة جديدة تتعلق بـ الوظائف الخضراء والاقتصاد الرقمي عبر المنصات الإلكترونية، مما يعكس التوجهات المستقبلية لسوق العمل.
وأشار رئيس الجهاز إلى أن النسخة الخامسة من المسح تتضمن العديد من الأبعاد الجديدة التي تسعى إلى فهم أعمق لفرص العمل والقيود التي تواجه السيدات في سوق العمل المصرية، ولفت إلى أن نتائج المسح تعكس تحسنًا ملحوظًا في معدلات التشغيل وانخفاض معدلات البطالة، ما يسهم في توفير بيانات ذات جودة عالية تدعم صياغة السياسات الاقتصادية الفعالة.
وأوضح أن نتائج المسح متوافقة مع مؤشرات بحث القوى العاملة، ما يضمن دقة البيانات ويسهم في اتخاذ قرارات مدروسة ومبنية على أسس علمية، كما اختتم كلمته بالإشارة إلى الجهود البحثية التي قدمها منتدى البحوث الاقتصادية، حيث سيتحول العمل البحثي المستمر إلى كتاب جديد حول نتائج المسح التتبعي لسوق العمل، ويشمل هذا الكتاب العديد من الموضوعات الحيوية مثل التفاوت في الدخل، فجوة الأجور بين الجنسين، الاقتصاد الأخضر، الحماية الاجتماعية، أنماط الهجرة، دور المرأة في الرعاية، وغيرها من القضايا التي تم تناولها عبر نموذج استخدام الوقت المدمج حديثًا في استمارة المسح.