48 عامًا على وفاة أندريه مالرو.. إليكم نظرة على أعماله
48 عاما مرت على وفاة الكاتب الفرنسي أندريه مالرو، الذي رحل في 23 نوفمبر لعام 1976، في كريتاي، بالقرب من باريس، تاركا إرثا كبيرا من الأعمال الأدبية، فهو صاحب رؤية موسوعية حيث يمتلك معارف دقيقة في الآثار وتاريخ الفنون والأنثروبولوجيا، وتجنح أعماله إلى السيريالية والسخرية والغرائبية، منها: "أقمار على الورق"، "الأمل"، "قيود يجب أن تتكسر"، "اللا واقعية"، "عابر سبيل"، "الإنسان المزعزع والأدب"، و"لا مذكرات".
نشأ أندريه مارلو عصاميا ومغامرا، فغادر إلى الهند الصينية حيث شارك في تأسيس صحيفة ذات توجهات مضادة للاستعمار الفرنسي، ثم قبض عليه بعد ذلك بقليل حيث وجهت له تهمة تهريب الآثار الخميرية وسجن في عامي 1923 و1924، وعاد بعد ذلك إلى فرنسا.
ظهرت أول أعمال أندريه مالرو المنشورة، وهو مقال بعنوان "أصول الشعر التكعيبي"، في مجلة الحدث في عام 1920، وأتبع ذلك في عام 1921 ثلاث حكايات شبه سريالية، إحداهن "أقمار ورقية"، رسمها فرناند ليجيه، وتردد مالرو أيضًا على الوسط الفني والأدبي الباريسي في تلك الفترة، حيث قابل شخصيات مثل: ديمتريوس جالانيس وماكس جاكوب وفرنسوا مورياك وجاي دي بورتاليز وأندريه سلمون وجان كوكتو ورايموند راديجيه وفلورنت فيلس وباسكال بيا ومارسيل أرلند وإدموند جالو وبيير ماك أورلان.
قرأ أندريه مالرو أعمال الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه الذي سيظل له تأثير كبير عليه لبقية حياته، وأُعجب مالرو بشكل خاص بنظرية نيتشه عن عالم في حالة من الاضطراب المستمر وبيانه "أن الفرد نفسه لا يزال أحدث مخلوق" وهو المسئول تمامًا عن جميع أفعاله، والأهم من ذلك كله، اعتنق مالرو نظرية نيتشه عن الإنسان الأعلى، وهو الرجل البطولي والممجد الذي سيخلق أعمالًا فنية رائعة والتي ستسمح له بالانتصار على أي شيء.
بداية حياته الأدبية
بدأت حياة مالرو الأدبية الفعلية مع عودته إلى باريس في نهاية عام 1925، فنشر "إغراء الغرب" 1926، وهو مقاربة على شكل رسائل يتبادلها صيني يزور باريس مع فرنسي يزور الصين، ونشر في العام نفسه "المملكة الغريبة" وموضوعها ثورة وهمية ضمَّنها هواجس لم تبرحه طوال حياته: الغرائبية والحرب والتعذيب والموت.
وفي عام 1928 صدرت رواية مالرو الأولى "الفاتحون" Les Conquérants التي شهرته وأدخلته ميدان الأدب، استلهم فيها وقائع الإضراب العام في كانتون وضمّنها خلاصة تجربته، فحاز بها جائزة الانترالييه الأدبية، وفي روايته "الطريق الملكي" (1930)، استوحى الكاتب مغامرته الكمبودية، بحثا عن المعابد الأثرية، وأفرد صفحات للصراع مع عناصر طبيعية كالأمطار الموسمية والحشرات الزاحفة والغابة الأخطبوطية.
لكن شهرته الحقيقية بدأت في 1933 حين نشر "الشرط الإنساني" ونال عنها جائزة جونكور، إذ روى فيها الثورة الشيوعية في شنغهاي وقمع تشانغ - كاي - تشيك الوحشي لها، فأدهش جمهور القراء وأهل الأدب، وتردد اسمه على كل لسان من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.
لم ينقطع أندريه مالرو يوما عن الكتابة؛ ففي عام 1943 أصدر "أشجار الجوز في ألتنبورگ" وهو الجزء الأول المتبقي من عمل أكبر أتلفه الأمن الألماني، تبعه "مشاهد مختارة" (1946) و"غويا" Goya (1947)، ثم توالت الأعمال المخصَّصة للفنون: "سيكولوجيا الفن" بأجزائها الثلاثة (1947- 1949)، "المتحف التصويري للنحت العالمي" بثلاثة أجزاء أيضا (1952- 1954)، ثم الجزء الأول من "تحول الآلهة".
جوائز أندريه مارلو
حصد أندريه مارلو على عدد من الجوائز ومنها: جائزة جونكور عام 1933، وسام ميدالية المقاومة، وسام صليب الحرب، وسام الخدمة المتميزة (المملكة المتحدة)، درجة فخرية من جامعة ساو باولو، عام 1959، وجائزة جواهر لال نهرو للتفاهم الدولي، عام 1974 (الهند).