رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضربة لنووى إيران

لا توجد أىّ أفكار تخطر فى البال يمكنها أن تتخيل ما الذى قد يفعله نتنياهو عندما يأتى ترامب، حتى تلك التى ترفض اليد كتابتها، يمكن أن تحدث.. دون أى إنذار.. لا يهم الاعتبارات الدولية ولا المخاطر، ولا كون حياتنا أصبحت معلقة بمجموعة من المجانين الذين يديرون العالم.

أصبحنا نتحدث عن الهجمات النووية مثلما نتحدث عن «الهامبورجر» كشىء أصبح فى متناول الجميع، فى البداية بوتين قرر أن يدخل الهجمات النووية فى نطاق الحرب مع أوكرانيا، على الجانب الآخر، هناك أنباء أن نتنياهو قد يضرب المنشآت النووية فى إيران.

هناك متغيران فيما يخص الضربة الإسرائيلية للمنشآت النووية:

الأول: هناك تقديرات أن الضربة الإسرائيلية فى نهاية شهر أكتوبر الماضى على المجمع العسكرى الإيرانى فى بارشين أعاقت بشكل كبير قدرة إيران على تطوير قنبلة نووية، حيث تم تدمير معدات متطورة فى الهجوم كانت ستستخدم فى تشكيل واختبار المتفجرات البلاستيكية التى تغلف اليورانيوم فى جهاز نووى، وهو أمر بالغ الأهمية لبدء تفاعل نووى متسلسل. وكانت إيران تستخدم هذه المعدات من قبل أن تجمد برنامجها النووى العسكرى فى عام ٢٠٠٣، وخلال العام الماضى استأنفت إيران أبحاثها المتعلقة بالأسلحة النووية، ولكن بعد الهجوم الإسرائيلى، فإذا قررت إيران تطوير أسلحة نووية، فسوف تحتاج إلى استبدال المعدات المدمرة.

وحسب الاستخبارات الإسرائيلية أو الأمريكية فإن أى محاولة من جانب إيران لبناء أو الحصول على مثل هذه المعدات سيتم اكتشافها، وقال مسئول إسرائيلى كبير: «هذه المعدات تشكل عنق زجاجة، والإيرانيون عالقون دونها».

المتغير الثانى: هو أنه على الرغم من أن كل الإجراءات الأخيرة التى اتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ضد طهران بدت وكأنها تشير إلى أقصى درجات ضبط النفس- يبدو أنها تغيرت، ومن خلال الخطابات العلنية والسرية التى ألقاها نتنياهو فى الكنيست الأسبوع الماضى، والتى تسربت أجزاء منها، كانت تتضمن إشارات إلى تحول كبير فى عقيدة نتنياهو حول كيفية التعامل مع البرنامج النووى الإيرانى.

الشهور الماضية تكشف عن تغيير عميق فى استراتيجية القوة لنتنياهو، فكل الدلائل تشير إلى أنه من عام ١٩٩٦ إلى عام ١٩٩٩ ومن عام ٢٠٠٩ إلى عام ٢٠٢٣، كان نتنياهو يتحدث بلهجة صارمة، لكنه كان حذرًا للغاية بشأن استخدام القوة والتحركات العسكرية، ولكن بعد تعميق الحرب فى غزة ولبنان ظهر أن تردد نتنياهو فى الحروب يمكن أن يتحول إلى استراتيجية عدوانية لا يمكن إيقافها.

من الواضح أن الضغوط من جانب الولايات المتحدة لعدم ضرب البرنامج النووى الإيرانى كانت السبب الرئيسى وراء قيام نتنياهو بالحد من الضربات المضادة الإسرائيلية «بعد أن أطلقت إيران حوالى ٣٠٠ صاروخ بالستى، و١٧٠ طائرة دون طيار، وعشرات الصواريخ على إسرائيل خلال هجوميها على إسرائيل فى أبريل وأكتوبر».

الحديث الآن يدور عن أن نتنياهو يدرس بجدية إمكانية ضرب البرنامج النووى الإيرانى فى المستقبل القريب بمجرد تولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه فى غضون شهرين. هذا يعطى تفسيرًا لصمت نتنياهو حول الأنباء الأخيرة التى تشير إلى أن طهران تواصل تخصيب اليورانيوم.. فما دام سكت نتنياهو فاعلموا أن هناك خطة مدمرة فى الطريق.