رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيروز.. صوت الأمل والحب في عيد ميلادها الـ90

فيروز
فيروز

تظل فيروز معشوقة الجماهير في كل زمان ومكان، وصوتها الذي لا يزال يلامس القلوب في كل لحظة، فهي ليست مجرد فنانة، بل جزء من الذاكرة الثقافية والشعبية للعالم العربي، وأحد أبرز أيقونات الغناء العربي وأهم الشخصيات الفنية التي أضاءت الساحة العربية بصوتها الفريد، وبمناسبة عيد ميلادها الـ90، يحتفل محبي الفن والموسيقى غدًا الخميس، حيثُ ولدت 21 نوفمبر 2024.

وفي هذا التقرير، يستعرض "الدستور" بعضًا من أسرار حياتها ورحلتها الفنية التي بدأت منذ أكثر من نصف قرن، وكيف أصبحت صوتًا يلامس قلوب الجميع.

 

نشأتها الفنية

وُلدت "فيروز" في 21 نوفمبر 1935 في بيروت، في أسرة متواضعة لم يكن لها علاقة بالفن، إلا أن حبها للموسيقى بدأ في سن مبكرة، حيث درست في معهد فيكتوريا، لكن ما لم يكن يعلم الكثيرين أنه "فيروز" لم تكن تملك الثقة في صوتها في بداية الأمر، وكانت قد انطلقت في مسيرتها الفنية بطريق غير تقليدي عبر إذاعة لبنان عام 1952. 

ومن هنا بدأت علاقتها بالعالم الفني، حيث كانت تُعد في البداية مجرد صوت هادئ يتماشى مع الأغاني الشعبية، لكن كان لها رأي آخر.

اللقاء مع الأخوين رحباني كان نقطة التحول

من أبرز المحطات التي صنعت فارقًا في حياة "فيروز" الفنية هو لقاؤها بالأخوين "رحباني" (عاصي ومنصور)، فالتقائها مع هذين العبقريين الموسيقيين كان بمثابة الشرارة التي أطلقت مشوارها الفني نحو النجومية. 

وفي أوائل الستينيات، تعاونت فيروز مع الأخوين رحباني، وقدموا معًا مجموعة من الأعمال الخالدة التي تحمل روح لبنان وأصالته، مثل "زهرة المدائن" و"كيفك انت" و"رجعت الشتوية"، والتي أسهمت بشكل كبير في تعزيز مكانتها في قلوب الجمهور العربي.

صوتها.. الملاذ الذي يريح القلوب

ما يميز صوت "فيروز" هو دفء الإحساس الذي تحمله نبراته، بالإضافة إلى نقائه وجماله الذي لا يتأثر بمرور الزمن، فهي تغني بكلمات تُدخل السكينة إلى القلب، وتغرد عن الأمل والحب والسلام. 

ففي كل أغنية لها، يتردد صداه في آذان الجمهور ويعشقه كل من يستمع إليه، وعلى الرغم من اختلاف الأنماط الموسيقية التي قدمتها، سواء في الأغاني الرومانسية أو الوطنية، كانت دائمًا تلتقط من كل ثقافة ما يلامس روح الناس.

مكانتها الفنية.. معشوقة الجماهير

لقد استطاعت "فيروز" أن تكسب حب جمهور واسع ليس فقط في لبنان، بل في جميع أنحاء العالم العربي، وهي لم تقتصر على كسب قلوب الجماهير فقط، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية العربية، فصوتها كان دائمًا عنصرًا أساسيًا في العديد من الحفلات والمهرجانات الكبرى، حتى أن الناس في أيام العيد والمناسبات لا يكادون ينسون أن يسمعوا أغنياتها التي ترسخ في الذاكرة.

وكان ما يميز "فيروز" عن غيرها من النجوم، هو قدرتها على توجيه رسالة خاصة عبر أغنياتها، حتى وإن كانت تقرأ كلمات بسيطة، حيثُ كانت أكثر من مجرد كلمات لحن، بل كانت وسيلة لنقل الثقافة والحضارة العربية، والتعبير عن الأحلام والطموحات، فضلًا عن كونها عنصرًا في تعبيرات وطنية تمسّ قلب الشعب العربي.

المسيرة العاطفية.. قصة حب مع عاصي رحباني

أما بالنسبة لحياتها الشخصية، فلا يمكن أن ننسى قصة الحب التي جمعتها مع "عاصي رحباني"، الذي كان زوجًا لها، وكان له تأثير كبير في حياتها، حيثُ لم يكن فقط شريكًا حياتيًا، بل كان شريكًا فنيًا مبدعًا، إذ ساهم في تطوير صوتها وتوجيه مسيرتها الفنية بشكل كبير، وجعل من أعمالها الفنية واحدة من العلامات البارزة في تاريخ الموسيقى العربية.

الألبومات والإنجازات

قدمت "فيروز" العديد من الألبومات التي تجاوزت حاجز الحدود الجغرافية، فكان لكل ألبوم لها بصمة مختلفة.