أنامل ذهبية.. رجل ستيني يحول خردة الحديد إلى تحف فنية تروي حكايات البحر الأحمر
في قلب مدينة الغردقة، حيث تلتقي الرمال الصفراء بمياه البحر الأحمر الزرقاء، تجد ورشة بسيطة لصانع ماهر يدعى "عم مجدي"، هذا الرجل الستيني، الذي يبلغ من العمر 67 عامًا، الذي استطاع بموهبته الفريدة أن يلفت الأنظار إليه من مختلف أنحاء العالم، ليحول خردة الحديد إلى قطع فنية مدهشة تروي حكايات البحر وأجواء السياحة في المدينة الساحلية.
يتميز عم مجدي بقدرته على إعادة إحياء القطع المعدنية القديمة من مخلفات الورش الصناعية، وتحويلها إلى مجسمات فنية تمثل مشاهد من الحياة اليومية في الغردقة، وذلك من الغطاسين إلى رياضات الكايت سيرف، لتجسد كل قطعة قصصًا وصورًا من البيئة البحرية التي تعايشها المدينة الساحرة، حيث يعتمد في عمله على أدوات بسيطة تشمل مكبسًا ومقصًّا حديديًا وبعض المعدات الصغيرة التي يستخدمها بمهارة فائقة لإنتاج ما يسميه بـ"التماثيل المعدنية".
بدأت قصة مجدي صفوت قبل حوالي 35 عامًا عندما قرأ تقريرًا ألمانيًا يشير إلى أن مدينتي شرم الشيخ والغردقة تُعدان من أنقى المدن بيئيًا في العالم، وبعد تلك القراءة جاء قراره بالمجازفة والانتقال إلى الغردقة والعمل فيها، وسرعان ما أصبحت ورشته قبلة للسياح من مختلف الجنسيات، حيث يأتون خصيصًا لاقتناء تحفه التي تعكس جزءًا من سحر البحر الأحمر.
ويستغرق مجدي وقتًا طويلًا في صناعة كل قطعة بدقة متناهية، مؤكدًا أن السياح الألمان والإنجليز والإيطاليين هم الأكثر اهتمامًا باقتناء أعماله التي بصنعها بيداه، والتي تتراوح أسعارها بين 200 و250 جنيهًا للقطعة الواحدة، بينما يبيعها للمصريين بسعر مخفض يصل إلى 150 جنيهًا، دعمًا للسياحة الداخلية.
وتاتي تحف العم مجدي كرسالة فنية من قلب الغردقة، لتعكس إبداعًا صادقًا ورؤية بيئية فريدة تسعى لجعل السياحة أكثر ارتباطًا بالتراث المحلي.